الذين يدفعون بالصغار إلى الشوارع ويهيجونهم في مواقع التواصل الاجماعي، وهم مختبئون ليسوا فقط ناقصي شجاعة، ونخوة، بل هم أيضا ناقصو وطنية فعلية.
الذين يشجعون الصغار على المساس بالراية الوطنية، العلم الوطني، رمز البلاد أناس يلزمهم التفكير فعلا في مدى انتمائهم لهذا المكان، والصغار الذين ارتكبوا هذا الجرم الفادح يجب أن ينالوا عقابا يليق بسنهم الحديثة، ويكمل تربية لم يتلقوها لا في المدرسة ولا في الأسرة لكي يفهموا معنى علم البلاد الذي مات من أجله الكثيرون لكي يستطيع هؤلاء الصغار اليوم التجول في الشوارع بكل حرية.
النضال الحقيقي يفترض مؤازرة هؤلاء الصغار في الشوارع إذا كانوا يناضلون فعلا لأجل شيء ما يستحق. أما إذا كانت اللعبة قائمة على تهييج الصغار والدفع بهم إلى الخروج من دراستهم العليلة أصلا والتي تعاني من مشاكل كثيرة، وتعريض مستقبلهم الدراسي للخطر، فالمسألة لايمكن أن يقبلها عقل سليم، ولا يمكن أن يجد لها أي منا أي مبرر للاستمرار.
الوزارة الوصية أخبرت الأكاديميات بإمكانية ملاءمة التوقيت الجديد مع حالة كل مدينة، وهو مايعني أن المشكل لم يعد مطروحا إلا لدى الذين يريدون مشاكل أخرى ويريدون إشعال الشارع لكن تنقصهم الشجاعة للخروج هم لذلك يدفعون بصغارنا (صغاري وصغارك وصغار المغاربة الفقراء) لكي يكونوا حطبا لهاته المزايدات الفارغة الجديدة.
الحقيقة التي يجب أن نعترف بها جميعا هي أننا عندما نفقد مايسميه المغاربة « الكبدة على وليداتنا »، ويؤاتينا الجبن لكي نجلس في منازلنا أو في مقرات عملنا وأن نكتفي بتحريض الصغار عبر الفيسبوك على البقاء في الشارع، فإن المسألة دلالة أمر سيء للغاية.
نتذكر اليوم أزمنة مضت كان فيها رجال التعليم يخوضون إضرابات بطولية حقيقية لأجل مطالب نضالية حقيقية، وعندما كانوا يعودون إلى حجرات الدرس كانوا يعوضون التلاميذ عن الأيام التي كان فيها الأساتذة مضربين.
لم تكن العطلة شاغلا، ولم يكن التغيب عن العمل هاجسا ولم يكن الهدف هو تزجية الوقت في انتظار الذي يأتي والذي لايأتي.
كان الهدف تربية المغاربة وتلقين الجيل الجديد ماقد ينفعه في المستقبلين القريب والبعيد. وطبعا لم يكن ممكنا أن تتخيل تلميذا أو طالبا يمس العلم الوطني أو يحاول حرقه أو تمزيقه.
كان تلاميذ الزمن السابق محصنين من جهة التربية الحسنة، ولم يكن ممكنا تخيل عديد الفظاعات التي تصل حدود "البسالة" المرفوضة" بكل أشكالها واللازم معاقبة المتورطين فيها بكل حزم ودون أي نقاش.
اليوم نخشى أن نقول إننا جميعا أضعنا البوصلة ولم يعد صغار الآخرين يعنون لنا شيئا. نختفي في أركاننا المظلمة الصغيرة، نهتم بحال صغارنا فقط ونقول بجشع غير معهود في المغربي والمغربية الأصيلين « الآخرون لهلا يقلب ».
هذه ليست روح المغربي الذي نعرف إطلاقا أيها المؤججون.