"العالم" الأنتربولوجي، والعلم لله، إعتبر محاكمة توفيق بوعشرين، نوعا جديدا من المحاكمات، المتعلقة "بالجنس و الخلاعة"، بعدما أصبح من غير الممكن "العودة إلى محاكمات سنوات الرصاص".
الحقيقة أن "العالم" له الحق، فنحن بصدد قضية جديدة جدا، قضية إغتصاب جماعي، ليس للنساء بل للثقة التي وضعها المواطن في الصحافة. قضية إجتمعت لها كل الإستثناءات، بدءا من صحافي صار مديرا ثم تفجرت مواهبه الجنسية، ورفع "المسوط" في وجه النساء. وإنتهاءا بجوقة المدافعين عنه الذين لم يتأخروا في إدخال القضية في ثقب الإبرة. مرورا طبعا بإنتهاك حرمة مهنة وحرمة نساء بل حرمة عائلات.
اما الدفع بأن المحاكمة هي من قبيل وجه اخر لمحاكمات سنوات الرصاص، فنقول "للعالم" والعلم لله، أن الذين حوكموا في سنوات الرصاص، كانوا يلبسون سراويلهم، وكانوا رجالا في الدفاع عن مبادئهم ولم يستغلوا النساء من أجل ذلك ولم يكونوا أبطال فضائح اخلاقية. اما قضية بوعشرين فهي واضحة وجلية ولا مجال للمزايدة الديموغاجية فيها. قضية نساء مغتصبات ومستغلات ضد شخص مستبد ومريض نفسي إغتصب ومارس كل صوف التلذذ الجنسي المحرم بكثير من العجرفة والغرور، وبكثير من السادية التي لا مثيل لها.
"العالم " والعلم لله، قال أننا "نحن في خطر"، بسسب فقدان "مؤسسات الدولة مصداقيتها"، نعم بالفعل نحن في خطر إذا تغاضت مؤسسات الدولة، عن مثل هذه الجرائم، وستفقد مصداقيتها إذا تركت الذئب وسط الغنم، وستفقد مصداقيتها إذا لم يحزم الجناة "صماطي سراولهم".
"العالم" والعلم لله، قال في لقاء سابق، “هناك من يحلم بإعادة بناء هيبة الدولة، لكن في هذا الظرف وبهذه الوسائل، ستفقد الدولة مصداقيتها لأنها تشتغل بعقلية قديمة”. ونحن نقول له، العقلية القديمة هي التي يفكر بها امثال بوعشرين، من كون المرأة مجرد متعة، والنساء لا يصلحن لشيء سوى لممارسة الجنس. تلك هي العقلية القديمة بالقول والفعل..