أكد عدد من المشاركين في ورشة حول "الاستثمار والبنيات التحتية : سيدياو والمشاريع الضخمة"، ضمن منتدى ميدايز الخميس بطنجة، أن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيعطي دفعة كبيرة لإنجاز مشاريع ضخمة تحقق الإقلاع الاقتصادي المنشود.
وأشار المتدخلون في المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أن المغرب يتوفر على خبرة كبيرة في قطاعات حيوية من قبيل الزراعة والبنيات التحتية والطاقات المتجددة يمكن أن يتقاسمها مع بلدان المجموعة.
في هذا السياق أشار عضو برلمان سيدياو، عبدولاي فيلان، إلى أن المغرب حتى قبل انضمامه إلى المجموعة أرسى أسس مجموعة من المشاريع الضخمة بالمنطقة، من بينها على الخصوص مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب والطريق السيار الإفريقي طنجة – لاغوس، واللذين سيمران عبر عدد من البلدان غرب إفريقيا.
وأبرز أن هناك عددا من مشاريع البنيات التحتية التي تكتسي "أولوية" بالنسبة للمنطقة، من بينها تعزيز شبكة الطرق والسكك الحديدية والنقل البحري والجوي، مبرزا في هذا السياق أن تجربة المغرب في مجال النقل ستكون "مفيدة بالتأكيد".
من جانبه، اعتبر وزير الاقتصاد والمالية بمالي، بوبو سيسي، أن المغرب له مكانته بالتأكيد ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالنظر إلى الروابط التاريخية والثقافية والدينية الموجودة، لكن يتعين أيضا إقناع شعوب المنطقة بالمنافع الاقتصادية لهذا الانضمام، مشيدا في هذا السياق ب "تطور القطاع المالي المغربي" الذي قد يشكل إضافة نوعية في تمويل مشاريع البنيات التحتية بسيدياو.
من جانبه، عدد ووتابونا واتارا، المدير العام للاندماج الإفريقي بوزارة خارجية كوتديفوار، عددا من المشاريع ذات الأولية بالنسبة للمنطقة، من بينها على الخصوص مبادرة "سي لينك" لنقل البضائع والأشخاص بغرب إفريقيا، والزراعة، وبناء المستشفيات ومراكز التحكم في الأوبئة، وتشييد محطات الطاقة الشمسية والريحية، والربط الكهربائي بين بلدان المنطقة.
في هذا السياق، دعا الممثل السابق لبنك إفريقيا للتنمية بغرب إفريقيا، محمد حميدوش، إلى الاستفادة من الخبرة المتراكمة للمغرب في مجال الطاقات المتجددة لتمكين أزيد من 300 مليون شخص بإفريقيا من الولوج إلى الطاقة.
وتنكب الدورة ال 11 لمنتدى ميدايز الدولي، التي ينظمها معهد أماديوس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 7 إلى 10 نونبر تحت شعار "في عصر القطيعة : بناء نماذج جديدة"، حيث يعتبر المنتدى منبرا هاما للفاعلين الدوليين في المجالات الجيوستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ولحظة قوية في الأجندة الدولية للمنتديات العالمية الكبرى من خلال الحفاظ على هويته الرئيسية، وهي إتاحة أرضية لتعزيز التعاون والتبادل جنوب-جنوب.
وتنكب هذه الدورة، التي تعرف مشاركة شخصيات دولية مرموقة، على تدارس الرهانات الإقليمية والعالمية الكبرى في سياق يتميز بتحول النماذج وتطورها، على دراسة مظاهر القطيعة والتغيرات العديدة التي تعتمل في الساحة الدولية، من بينها انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، ومبادرة الأعمال بين الصين وإفريقيا، والهجرة والأمن والطاقة والاقتصاد العالمي.