أوسيموح لحسن
قدم الدكتور عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، ملاحظات بخصوص الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.
وحسب الدكتور لزعر فإن الخطاب الملكي يحبل بثلاث ملاحظات إساسية:
الملاحظة الأولى: وهي أن الخطاب الملكي لم يخرج في مضمونه وسرده ورسائله عن سياق الذكرى التي ولدته وهي ذكرى المسيرة الخضراء، حيث أعاد الخطاب الملكي التأكيد مرة أخرى على الثوابت المرجعية والاستراتيجية التي تؤطر وتوجه السياسة والأجندة التي يعتمدها المغرب وطنيا واقليميا ودوليا لحماية رأسماله الترابي في جغرافية الصحراء المغربية.
الملاحظة الثانية: أهم ما جاء في الخطاب الملكي، الاعلان عن مبادرة جيواستراتيجية جديدة، تستثمر في مرجعيات وثوابت جديدة مقتبسة من "أدب الجار"، برهانات وتطلعات جديدة من أجل فتح مسار جديد في العلاقات المغربية الجزائرية ومن أجل تجاوز حالة الجمود والقطيعة التي تطبع هذه العلاقات، حيث اقترح الملك في هذا الاطار، على جاره الجزائر اعتماد آلية مشتركة للحوار المباشر بين البلدين كما فتح المجال للجزائريين لتقديم مقترحات لتجاوز الخلاف بين البلدين.
الملاحظة الثالثة: من بين الثوابت المرجعية التي أعاد الخطاب الملكي التأكيد عليها بشكل صريح، الرهان الاستراتيجي على المسار الأممي وعلى سيادة القانون الدولي وعدالته للمعالجة النهائية لملف الصحراء المغربية، عوض الارتهان للحسابات السياسية لدول الجوار والتقاطبات الاقليمية التي لا تعمل سوى على عرقلة جهود التنمية على الصعيد القاري.
وبذلك، يوجه الملك دعوة صريحة لكل الأطراف وعلى رأسها دولة الجزائر إلى ضرورة تحرير ملف الصحراء من ترسبات الماضي وأخطاء الماضي ومرجعيات الماضي، وتأتي دعوة الملك هذه في ظل المؤشرات المشجعة للتعاون والشراكات المغربية الافريقية التي سبق وأن دشنهما المغرب تجاه الدول الافريقية تحت عنوان رابح رابح.