"الأدلة" التي سعى دفاع المتهم توفيق بوعشرين، المتابع بتهمة الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي، من أجل إبعاد التهمة عن مدير حول مكتبه عند انتهاء ساعات العمل إلى "ماخور" يستعبد فيه عينة من الخاضعين لإمرته، مِن الضحايا اللواتي كن يشتغلن لديه، أو بعض من قضين فترات تدريب طمعا في إيجاد عمل قار..
ولعل من عجائب ما سعى به محامو بوعشرين لدفع التهمة عنه القول بأن الضحية «أسماء الحلاوي»، التي فرض عليها بوعشرين استغلالا جنسيا بلغ درجة الاستعباد، هو القول بأنها تملك شقة بحي اناسي بالدارالبيضاء وسيارة وراتب شهري قدره 3000 درهم و أن زوجها الصحفي، زميل بوعشرين، يملك هو الآخر سيارة..فهل هذا يعطي الحق لبوعشرين لكي يضاجع امرأة متزوجة بدون رضاها، لأنها فقط تملك شقة وسيارة...؟؟ علما أن الشقة التي اقتنتها الضحية لأسرتها، تدفع أقساطها من أجرتها الهزيلة، التي جعلتها تستسلم لنزوات مشغل لا يفرق بين الاشتغال القانوني والاستعباد الجنسي.
وفي حالة الصحافية «خلود الجابري»، وقف المدافعون من سدنة بوعشرين حائرين، سواء من الكتبة المدافعين عن مغامرات الكنبة، أو المحامين، لأنهم لم يجدوا لا شقة و لا سيارة، ليقولوا إن خلود الجابري كانت تدرس بمعهد الاعلام والصحافة بالبيضاء و تؤدي واجبا شهريا قدره 2500درهم (كذا..)، وكأنهم لا يعلمون أن عديد أسر تقتطع من لقمة عيشها لتؤدي الأقساط الشهرية التي تتطلبها مدارس أبنائها..
وليكون السؤال العاقل الذي لا يطرحه المتهم والمدافعون عنه: هل يحق لبوعشرين أن يغتصب كل طالبات معهد الإعلام و الصحافة بالبيضاء...؟؟ مادمن طالبات قد تقودهن مساراتهن إلى اجتياز فترات تدريب أو العمل بالمؤسسة التي كان يشرف على إدارتها؟؟!!!!...
الغريب أن دفاع بوعشرين الذي تفنن في إبعاد تهمة استغلال الضعف والهشاشة والاتجار في البشر عن مؤازره، لم يتكلم عن حالة «سارة المرس»، المتدربة التي لا تملك إلا سبرديلة (حذاء رياضيا) كما يصفها البعض، وقادتها ظروف البحث عن فرصة شغل إلى طريق صحافي الكنبة، ليغتصبها بوعشرين، مستغلا هشاشة وضعيتها وحاجتها إلى العمل.
كما يقول دفاع بوعشرين، لإبعاد الهشاشة عن عينة من ضحاياها، إن وداد ملحاف تملك شقة بحي راق بالدار البيضاء وسيارة، كما أن نعيمة الحروري التي تملك، حسب زعم محامي المتهم، شقة وسيارة بالرباط، وكوثر فال التي تملك بدورها شقة و سيارة و تسافر إلى الخارج.
فهل هذه هي أدلة براءة بوعشرين!!..فهل كل من تملك شقة وسيارة وتدرس بمعهد الاعلام والصحافة بالبيضاء يستباح شرفها إذا ما ولجت مكتب المدير الذي ظل يعطي الدروس ويوزع النظريات، ويخصص ساعات ما بعد العمل لإشباع نزواته مستغلا ضحاياه أبشع استغلال؟؟