مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


منهج الاجتهاد عند الصحابة والتابعين


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 31 أكتوبر 2018 الساعة 47 : 12




احمد ابرجيكي


 تعريف الاجتهاد:

تعددت التعاريف التي حددت المقصود من الاجتهاد، ولتجنب الإطناب نكتفي ببعضها فقد عرفه الغزالي بقوله :"بذل المجتهد وسعه في طلب العلم بأحكام الشريعة والاجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيث يحس من نفسه بالعجز عن مزيد طلب"[1]، بمعنى آخر، الاجتهاد هو فعل فكري بشري يمارسه العقل في ضوء الشرع، قابل للخطأ والصواب. أما الشافعي فقد قيل له: ما القياس؟ أهو الاجتهاد؟ أم هما مفترقان؟ فقال: هما اسمان لمعنى واحد[2]. بمعنى أن الاجتهاد هو نفسه القياس.

 

-   ماذا نقصد باجتهادات الصحابة في عصر الخلفاء الراشدين؟؟:

هي مجموعة من الآراء الفقهية والمقاصدية التي استنبطها الخلفاء الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. ويبدأ مجالها الزمني من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حين انتهاء مدة الخلافة، وهي ثلاثون سنة من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وتنتهي بذلك بوفاة علي كرم الله وجهه. فما هو منهج اجتهاد الخلفاء الراشدين في هذه الفترة الزمنية؟؟.

 

منهج الصحابة رضوان الله عليهم جميعا في استنباط الأحكام:

مما لا يختلف عليه اثنان أن عصر الصحابة هو امتداد طبيعي للعصر النبوي، حيث واصل الصحابة رضوان الله عليهم جميعا المسيرة التي بدأها النبي صلى الله عليه وسلم ورباهم على السير عليها، ولذلك ساروا سيره ونهجوا نهجه عليه الصلاة والسلام في مجال الاجتهاد والنظر الشرعي للوقائع والأحداث التي جرت ووقعت امامهم، ويعتبر اجتهادهم بعد العصر النبوي بمثابة تطبيق عملي لما تعلموه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن اجتهاد الصحابي ليس مصدرا شرعيا حتى يوافق عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام، لأن الصحابة هم بشر يخطئون كما يصيبون، قال الدكتور مناع القطان:" وبذلك يتضح أن الاجتهاد ليس من مصادر التشريع في هذا العصر، ويكون مصدر التشريع في عهد النبوة قاصرا على الكتاب والسنة لا غير"[3]. وقد اجتهد الصحابة رضوان الله عليهم جميعا مباشرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءا بيوم السقيفة، وكان للصحابة رضي الله عنهم -وخاصة الخلفاء الراشدين الأربعة- مجالات ثلاثة يسلكونها للوصول إلى حكم الوقائع بشريعة الله تعالى، وهي:

 

أ‌.       أخذ الحكم من ظواهر النصوص:

لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا يلجؤون إلى الاجتهاد إلا إذا لم يجدوا نصا من كتاب لله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولنا في حديث معاذ بن جبل لما بعثه النبي عليه الصلاة والسلام خير دليل على ذلك، أما إذا دل نص من القرءان أو السنة على حكم مسألة معينة فإن الصحابة يأخدون الحكم الشرعي للمسألة من ظاهر النص، أي يطبقون النصوص عل الحوادث المندرجة تحتها. ومثال هذا المنهج إجماع الصحابة على الحكم كما كان معروفا في عهد ابي بكر وعمر، قال الحجوي: :" كان عمر كأبي بكر يجمع علماء الصحابة الماهرين في النوازل ويستشيرهم "[4]، وهذا لم يقع في زمن غير زمنهم وفي عهد غير عهدهم من العصور اللاحقة.

 

ب‌.  استنباط الأحكام بالقياس على الأشباه والنظائر:

ويعتبر عمر بن الخطاب من الداعين الى استعمال هدا المنهج الاستنباطي  في درك الأحكام الشرعية للوقائع والمستجدات. قال ابن مسعود: "كان عمر إذا سلك بنا طريقا وجدناه سهلا فإنه قال في زوج وأبوين للزوج النصف وللأم ثلث ما بقي"[5] . وقد كتب عمر الى شريح قاضيه باليمن كتابا وفيه:" اعرف الأشباه والنظائر وما اختلج في صدرك فألحقه بما هو أشبه بالحق"[6].

 

ت‌.  استنباطهم الأحكام مع مراعاة مقاصد الشارع:

كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتعلقون في فتاواهم واجتهاداتهم بمقاصد الشريعة بما وقر في نفوسهم من إدراك لحكمها، وتعرف على أنحاء مصالحها، تسندهم في ذلك ملكة ممتازة في الفهم، وذوق رفيع في الفقه، وقد اكتسبوا ذلك من صحبتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم"[7]. ومن النصوص العامة الدالة على اعتبار المقاصد قوله تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}[8]. قال العز بن عبد السلام: "وأجمع آية في القرآن للحث على المصالح كلها، والزجر عن المفاسد بأسرها هذه الآية، فإن الألف واللام في العدل والإحسان للعموم والاستغراق، فلا يبقى من دق العدل وجله شيء إلا اندرج في أمره بالإحسان، والعدل هو التسوية والإنصاف، والإحسان: إما جلب مصلحة أو دفع مفسدة، وكذلك الألف واللام في الفحشاء والمنكر والبغي، عامة مستغرقة لأنواع الفواحش، ولما ينكر من الأقوال والأعمال"[9].

 

منهج التابعين في الاجتهاد:

 

1.   ماذا نقصد بعصر التابعين؟؟:

يأتي عصر التابعين بعد عصر الخلفاء الراشدين مباشرة، وقبل عصر المذاهب الأربعة، ويطلق عصر التابعين على العصر الأموي بالضبط، وسموا بالتابعين لأنهم اتبعوا الصحابة ونهجوا منهجهم، قال تعإلى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}[10]. وقد سار فقهاء التابعين في نفس منهج الصحابة في استنباطهم واجتهاداتهم وهو الاعتماد على الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فهذه كانت مصادر الفقه الأساسية، وإلى ذلك اشار الخادمي بقوله: "القول بأن التابعين قد ورثوا من الصحابة مسالك استنباطهم ومروياتهم وفتاواهم وأقضيتهم والتي كان جزء منها مستند إلى العمل بالمقاصد واعتبار المصالح، إذ ذلك القول يفيد بجلاء تام قبول التابعين للمقاصد والمصالح التي يحصل عمل بها الصحابة وعولوا عليها"[11]، وتعويل التابعين على الصحابة سببه أن الصحابة هم أساتذة وشيوخ للتابعين، وعليهم تتلمذوا وتفقهوا وعرفوا دينهم.

 

2.   مميزات عصر التابعين:

تميز العصر الأموي عن غيره من العصور السابقة له بمجموعة من المميزات، فقد توسعت رقعة الدولة الإسلامية كثيرا في عهدهم في ضل الفتوحات الأموية مما أدى إلى ظهور مشكلات ومستجدات وقضايا لم تكن معروقة من قبل وبالتالي كثرت الاجتهادات والآراء بشتى أبواب الفقه، كما تفرق الأصحاب داخل المدينة وخارجها كمصر و الكوفة ... بخلاف عهدي أبي بكر وعمر اللذين كانا يبقيان الأصحاب داخل المدينة وقد نجم على ذلك انتشار أحاديث في بلد دون آخر وتمسك كل قطر بفتاوى من نزل بهم من الصحابة وبأسلوبهم من الاجتهاد والاستنباط وهو ما يفسر بعض الاختلاف الفقهي في عصر التابعين. كما عرفت الدولة الاسلامية في هذه الحقبة ثورات ونزاعات وحروب داخلية مما تسبب في ظهور فرق كثيرة وأحزاب سياسية معارضة للحكم الأموي كالشيعة والخوارج.

 

ومما يميزهم أيضا عن زمن الصحابة اختفاء الاجتهاد الجماعي بسب إلغاء الشورى الذي كان معمولا به في عهد الخلفاء الراشين، قال الكتاني الحسيني:"وما انتهت أيام الخلافة الراشدة حتى اختفى الاجتهاد الجماعي، لأن بني أمية الغوا الشورى، فعكف الفقهاء في المساجد على الاجتهاد الفردي النظري، بعيدين عن الحياة اليومية  التي كان لتفاعل الاجتهاد معها في عصري النبوة والخلافة الراشدة دور في اغنائه وحيويته"[12].

 

3.   منهج التابعين استنباط الأحكام الشرعية:

لا يوجد فرق كبير بين الصحابة وتلامذتهم من التابعين وتابعيهم، فقد كانت مناهج الاستنباط والاجتهاد كامنة بالقوة في عطائهم الفقهي، وقد استعملو نفس المناهج التي تلقوها من الصحابة، مع إضافات قليلة اقتضتها الظروف والنوازل الجديدة التي عرفته المجتمعات الاسلامية التي تفرق فيها التابعون[13]. ومن هذه المسالك:

 

أ‌.       اتباع الكتاب والسنة:

العقل يقضي باتباع القرءان والسنة، لأنهما الآثار الوحيدة الثابتة للوحي الإلهي، ولأن من اعتقد بشئ وتقبله، لزمه العمل به، واقتفاء آثاره، والبعد عن مخالفته، والإذعان التام لتعاليمه. لهذا كله لم يتصور من فقهاء التابعين غير الإلتزام الدقيق بنصوص الٌقرءان، وبالأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة، ومن المؤكد أنه لم يكن هناك انفصال بين المدارس الفقهية، سواء مدرسة الحديث أم مدرسة الرأي فكانت كلها تعتمد السنة والرأي، إلا أن الغالب في الحجاز التزام الحديث، والغالب في العراق الجنح إلى الرأي المتمشي مع هدي الشريعة بسب قلة الحديث، والتحري الشديد لصحة الرواية، والاستيثاق الزائد في الراوي[14].

 

ومن هنا نشأت تسمية الفريق الأول بأهل الحديث، وتسمية الفريق الثاني بأهل الرأي، فاما المدرسة الأولى يترأسها سعيد بن المسيب القرشي؛ إذ رأى هو وأصحابه أن أهل الحرمين الشريفين أثبت الناس في الحديث والفقه، وأعلمهم بفتاوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأكب على حفظ ما بأيديهم من الآثار ورأى أنه بعد هذا في غنية عن استعمال الرأي أما الثانية فكان مركزها العراق وعلى  رأسها: إبراهيم النخعي وطريقتهم مبنية على أن أحكام الشرع معقولة المعنى مشتملة على مصالح راجعة إلى العباد. ذات أصول محكمة وعلل ضابطة لتلك المعاني والحكم فكانوا يبحثون عندها المعاني والعلل ويستجلون الحكم التي شُرعت الأحكام لأجلها حتى يستقر عندهم دوران الحكم معها وجودًا وعدمًا.

 

ب‌.  اتباع الصحابة:

كان التابعي في اجتهاده إذا لم يجد حكما للحادثة في القرءان والسنة والإجماع، نظر وتخير من أقوال الصحابة، واتبع عن دليل وفكر واقتناع ذاتي،لا عن تقليد ومحاكاة، ومن هذا الاتباع اطلق عليهم إسم التابعين، فهم الذين اتبعوا الصحابة بإحسان حقا، لأنهم أولوا العلم، والبصائر الذين لا يقدمون على كتاب الله وسنة رسوله رأيا ولا قياسا ولا معقولا، ولا قول أحد من العالمين[15].

 

لم يعرف أن أحدا من التابعين خالف قول الصحابي أو أقوال الصحابة إذا وجدت، أما إذا لم يجد فيها قولا، كما لم يجده في الكتاب، والسنة والإجمال، اجتهد واستنبط حكم الله بما يؤديه إليه اجتهاده، فاستخدم القياس، أو الاستصلاح[16].

 

ت‌.  الأخذ بالمصلحة المرسلة :

كان التابعون يعملون كعمل الصحابة في اجتهاداتهم و اقضيتهم  بالمصالح المرسلة في كل ما استجد من الوقائع والأمور و القضايا كجمع الحديث وتدوينه، ومن ذلك أيضا ما أخرجه البيهقي في السنن من تضمين شريح القاضي لقصار احترق بيته فقال تضمنني وقد احترق بيتي فقال شريح أرأيت لو احترق بيته كنت تترك له أجرك[17].

 

أبرز فقهاء التابعين:

أ‌.       في المدينة المنورة:

على رأسهم سعيد بن المسيب، أحد أشهر علماء المدينة وفقهائها الذين قيل فيهم:

 

إذا قيل من في العلم سبعة أبحر    روايتهم ليست عن العلم خارجة

فقل هم عبيد الله عروة قاسم         سعيد أبو بكر سليمان خارجة

وهؤلاء هم: سعيد بن المسيب، عروة بن الزبير، القاسم بن محمد، خارجة بن زيد، أبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

قال الذهبي:"عن نافع أن ابن عمر ذكر سعيد بن المسيب، فقال: هو والله أحد المفتين"[18]. واجتهادات سعيد بن المسيب رضي الله عنه كثيرة، من ذلك ما يروى أن رجلا سأل ابن عمر عن مسألة، فقال له إيت ذاك فسله، يعني سعيدا ثم ارجع إلي وأخبرني، ففعل ذلك فأخبره فقال: ألم أخبرك أنه أحد العلماء[19]. وكان من أهل الفتوى أبان بن عثمان وسالم ونافع وأبوسلمة بن عبد الرحمن ابن عوف وعلي بن الحسين وبعد هؤلاء أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وابناه محمد وعبد الله وعبد الله بن عمر بن عثمان وابنه محمد وعبد الله والحسين ابنا محمد ابن الحنفية وجعفر بن محمد بن علي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر ومحمد ابن المنكدر ومحمد بن شهاب الزهري وجمع محمد بن نوح فتاويه في ثلاثة أسفار ضخمة على أبواب الفقه[20]

 

ب‌.   في مكة المكرمة:

المفتون بمكة عطاء بن أبي رباح وطاوس بن كيسان ومجاهد بن جبر وعبيد بن عمير وعمرو بن دينار وعبد الله بن أبي مليكة وعبد الرحمن ابن سابط وعكرمة.

ثم بعدهم أبو الزبير المكي وعبد الله بن خالد بن أسيد وعبد الله بن طاوس

ثم بعدهم عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسفيان بن عيينة وكان أكثر فتواهم في المناسك وكان يتوقف في الطلاق

وبعدهم مسلم بن خالد الزنجي وسعيد بن سالم القداح، وبعدهما الإمام محمد بن إدريس الشافعي ثم عبد الله بن الزبير الحميدي وإبراهيم بن محمد الشافعي ابن عم محمد وموسى بن أبي الجارود وغيرهم[21].

 

ت‌.   في البصرة:

من المفتين بالبصرة عمرو بن سلمة الجرمي وأبو مريم الحنفي وكعب ابن سود والحسن البصري وأدرك خمسمائة من الصحابة وقد جمع بعض العلماء فتاويه في سبعة أسفار ضخمة قال أبو محمد بن حزم وأبو الشعثاء جابر ابن زيد ومحمد بن سيرين وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ومسلم بن يسار وأبو العالية وحميد بن عبد الرحمن ومطرف بن عبد الله الشخير وزرارة بن أبي أوفى وأبو بردة بن أبي موسى ثم بعدهم أيوب السختياني وسليمان التيمي وعبد الله بن عوف ويونس ابن عبيد والقاسم بن ربيعة وخالد بن أبي عمران وأشعث بن عبد الملك الحمراني وقتادة وحفص بن سليمان وإياس بن معاوية القاضي، وبعدهم سوار القاضي وأبو بكر العتكي وعثمان بن سليمان البتي وطلحة ابن إياس القاضي وعبيد الله بن الحسن العنبري وأشعث بن جابر بن زيد ثم بعد هؤلاء عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وسعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن داود الحرشي وإسماعيل بن علية وبشر بن المفضل ومعاذ بن معاذ العنبري ومعمر بن راشد والضحاك ابن مخلد ومحمد بن عبد الله الأنصاري.[22]

 

ث‌.   في الكوفة:

علقمة بن قيس النخعي والأسود بن يزيد النخعي وهو عم علقمة وعمرو بن شرحبيل الهمداني ومسروق بن الأجدع الهمداني وعبيدة السلماني وشريح بن القاضي وسليمان بن ربيعة الباهلي وزيد ابن صوحان وسويد بن غفلة والحارث بن قيس الجعفي وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعبد الله بن عتبة بن مسعود القاضي وخيثمة بن عبد الرحمن وسلمة بن صهيب ومالك بن عامر وعبد الله بن سخبرة وزر بن حبيش وخلاس بن عمرو وعمرو بن ميمون الأودي وهمام بن الحارث والحارث بم سويد ويزيد بن معاوية النخعي والربيع بن خيثم وعتبة بن فرقد وصلة ابن زفر وشريك بن حنبل وأبو وائل شقيق بن سلمة وعبيد بن نضلة وهؤلاء أصحاب علي وابن مسعود.

وأكابر التابعين كانوا يفتون في الدين ويستفتيهم الناس وأكابر الصحابة حاضرون يجوزون لهم ذلك وأكثرهم أخذ عن عمر وعائشة وعلي ولقي عمرو بن ميمون الأودي معاذ بن جبل وصحبه وأخذ عنه وأوصاه معاذ عند موته أن يلحق بابن مسعود فيصحبه ويطلب العلم عنده ففعل ذلك.

ويضاف إلى هؤلاء أبو عبيدة وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأخذ عن مائة وعشرين من الصحابة وميسرة وزاذان والضحاك[23].

 

 

 

 

[1]-  المستصفى، أبو حامد الغزالي، ج1، ص:342.

[2] - الرسالة للشافعي، ص: 443.

[3] - - تاريخ التشريع الاسلامي، مناع القطان، ص: 131.

[4] - الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي، محمد بن الحسن بن العربي بن الحجوي الثعالبي الجعفري الفاسي، ج1، ص: 290.

[5] - سنن الدارمي. ج2، ص: 443. تح: خالد السبع العلمي- فواز أحمد زمرلي. ط1.

[6] - نثر البنود على مراقي السعود، ج2، ص: 104.

[7] - انظر كتاب اجتهادات عمر بن الخطاب،

[8] - النحل، 90.

[9] - قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبد السلام، ص: 642.

[10] - سورة التوبة، الآية: 100.

[11] - الإجتهاد المقاصدي ضوابطه ومجالاته، نور الدين الخادمي. ص: 65.

[12] -  الاجتهاد والمجتهدون بالأندلس والمغرب، ل محمد إبراهيم بن أحمد بن جعفر الكتاني الحسني. ج1، ص: 37.

[13] - تطور علم اصول الفقه وتجدده، عبد السلام بلاجي، ص: 35.

[14] - اجتهاد التابعين، وهبة الزحيلي، ص:15.

[15] - اعلام الموقعين، لابن قيم الجوزية، ج2،  ص: 241. تحق: عبد الرؤوف سعد.

[16] - اجتهادات التابعين، وهبة الزحيلي، ص:14.

[17] - سنن البيهقي، باب ما جاء في تضين الأجراء، ج6، ص:122.

[18] - سير أعلام النبلاء، الامام الذهبي،ج4، ص:222.

[19] - منهج الاجتهاد الفقهي، ص: 26.

[20] - اعلام الموقعين، ج1، ص: 23.

[21] - نفسه، ج1، ص:24.

[22] - إعلام الموقعين، ج1، ص: 24-25.

[23] - نفسه، ج1، ص: 25.




2058

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



كلام عابر

الفيزازي: الملك أول ثائر على الظلم والفساد

سعيد بن جبلي لـ

مخطط إسرائيلي أمريكي لتقسيم العالم العربي

مفارقات مغربية

الجزائر والفوضى الخلاقة في الصحراء الكبرى

السلفية موقف مرتبك من الديمقراطية

طفح الكيل يا 20فبراير

انتهازية

عبد الحميد أمين يستورد عناصر غريبة لاستكمال اجتماع لحركة 20 فبراير

ما أحوج الأمة المسلمة إلى الاجتهاد في شؤون دينها ودنياها ؟!

( النص الكامل للدرس الحسني)

الذكر وحظ الأنثيين

أبو حنيفة رائد فقه الواقع

هل العلمانية ضرورية لقضية الديمقراطية؟

ظهور داعش… آن الأوان لرفع الغطاء عن الاسلام الموروث

أرجوكم أعطوهم هذا الدواء

منهج الاجتهاد عند الصحابة والتابعين





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة