بين ساعة الإنتاج وساعات النوم فرق شاسع، من يسعى في رزقه يستيقظ باكرا، وقديما قال المغاربة "الفياق بكري بالذهب المشري"، يعني من يريد أن يجد في عمله يبدأ باكرا حيث يكون الجسد بكامل قواه، وبالتالي فإن الحديث عن إضافة ساعة أو نقصانها، لن يكون ذا جدوى إذا لم يتم ربطه بمنطق الربح والخسارة.
فماذا سنستفيد من إضافة ساعة بشكل دائم إلى التوقيت القانوني للمغرب الموافق لتوقيت غرينيتش؟
ويعتبر الحفاظ على الطاقة الكهربائية وتسهيل معاملة المقاولات المغربية مع شركائها الأوروبيين أهم إيجابيات الساعة الإضافية، خلافا لما يحاول البعض الترويج له، مع العلم أن ما يتم الترويج له من أضرار نفسية على التلاميذ، قد تم تجاوزه بعد إعلان سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية في حوار تلفزي، أن الوزارة سوف تعتمد توقيتا معدلا يرتكز على بداية الدراسة صباحا على الساعة التاسعة، كما قررت الحكومة اعتماد توقيت معدل بالنسبة للإدارات.
الذين يزعمون أن الساعة الإضافية مضرة لا يرتكزون على أبحاث ودراسات وإنما على ترهات، متناسين الإيجابيات الاجتماعية للساعة الإضافية ناهيك عن إيجابياتها الاقتصادية، فالاستقرار على ساعة واحدة دائمة أمر إيجابي لفئات كثيرة من المجتمع، إذ أن طول النهار سيساهم في مساعدة العديد من الأسر على قضاء أغراضها في ساعات النهار بدل سقوط الظلام في وقت باكر.
ويمكن تجاوز ما يعتبره البعض سلبيات بتعديل بسيط يهم دخول التلاميذ صباحا وكذلك الإدارات العمومية وقطاعات أخرى، إذ يمكن حل مشكل الظلام بسهولة، خصوصا في العالم القروي.
وحتى يتم تنفيذ هذا القرار الحكومي أعطت الحكومة للولاة ورؤساء الجهات وباقي المسؤولين الترابيين صلاحيات واسعة في تحديد ساعات العمل، ويعتبر ذلك نقطة جد إيجابية تسهل أمور تنزيل هذا القرار.
ولا يعرف كثيرون أن القرار الاقتصادي لم يعد محليا، وبإضافة ساعة للتوقيت الرسمي المغربي تكون الحكومة قد طابقت التوقيت المغربي مع مجموعة من الدول الأوروبية لها فوائد اقتصادية ومالية كثيرة خصوصا في تعامل المقاولات المغربية مع نظيراتها الأوروبية.
وسيساهم إضافة ساعة إلى التوقيت القانوني في الحفاظ على الطاقة، التي تعتبر تكلفتها اليوم غالية بالنظر لارتفاع أسعار البترول والغاز في السوق الدولية.
عندما ينحدر النقاش أسفل سافلين يعبر حتى من لا يعنيه موضوع التغيير عن آراء ساذجة، وينبري للتحليل من لا خبرة له بالموضوع، ولم يطلع على الحالات المشابهة لنا في العالم، إذ كثير من الدول تقوم بتعديل توقيتها لأغراض اجتماعية واقتصادية، ومنطق الربح والخسارة مهم جدا في تحديد الساعة القانونية، لأن كثيرا من الأموال قد تضيع بسبب التوقيت المتفاوت مع شركائنا الاقتصاديين خصوصا في الاتحاد الأوروبي، إذ أن توحيد التوقيت مهم جدا في التعاملات البنكية والجمركية المرتبطة جدا بالاقتصاد الوطني.
الساعة قد تزعج البعض لكن الدول المنتجة تستيقظ باكرا.
Annahar almaghribiya