خاض مجموعة من خصوم المغرب والمرتزقة والانفصاليين معركة حقيقية من أجل أن ينال ناصر الزفزافي، المعتقل ضمن مجموعة حراك الريف بتهم تتعلق بزعزعة الاستقرار وأمن البلاد والتحريض على التخريب والاعتداء، جائزة أندري زاخاروف لحقوق الإنسان، التي يمنحها الاتحاد الأوروبي، غير أن مسعاهم خاب لأنها عادت إلى مخرج أوكراني معتقل في روسيا.
ما كانت الجائزة لتعود إلى الزفزافي بعد أن كان ضمن المرشحين مواطن أوكراني، حيث عادت الجائزة لمن تأسست من أجلهم في البداية.
الغرب لا تهمه حقوق الإنسان ولا غيرها، فهو يساهم يوميا في قتل الإنسان عبر بيع السلاح ومنحه لمجوعات إرهابية، ويقوم بتمويلها لتحقيق أغراض جيوسياسية، بينما شعارات حقوق الإنسان هي الإيديولوجية التي دمر بها شعوبا ودولا وأدخلها في أتون الحروب الدموية والمدمرة.
عندما أسس الاتحاد الأوروبي جائزة زاخاروف فهو كان يحيل العالم النووي السوفياتي أندري زاخاروف، الذي فرضت عليه سلطات بلاده الإقامة الإجبارية بتهمة التخابر مع أجهزة أجنبية ونقل أسرار العلم السوفياتي إلى الخصوم، فتبناه الغرب وخصص له الحملات والجوائز واعتنى به في الإعلام حتى أصبح أيقونة لحقوق الإنسان بينما آخرون تم إلغاؤهم وإقصاؤهم.
إذن الجائزة لا قيمة لها، باعتبار أنها مجرد سيف يسلطه الغرب على من يشاء من الدول والشعوب، وهي لا تختلف عن باقي الجوائز والمنظمات الحقوقية، التي تشبه الأفعى التي يخرجها صاحبها عندما تكون الحاجة إليها ماسة وستحقق النتائج المرجوة، كما يتم استغلالها في إعادة رسم الخارطة.
هذا هو الغرب وهذا هو زاخاروف وهذه هي جائزته. كلها عناصر تجتمع لصناعة المؤامرة. ولهذا كان الزفزافي ومن يدافع عنه يريدون إحراج المغرب والتشويش على مساره وبنائه. لكن خاب ظنهم في الحصول على جائزة قيمتها في مبلغها المالي وفي البروباغندا التي تحققها.
الاتحاد الأوروبي لا يمنح جائزة لشخص متهم بجرائم جنائية. وتمت محاكمته وفق القواعد الجاري بها العمل وكانت المحاكمة مفتوحة للجميع وتوفرت فيها كل شروط المحاكمة العادلة، وتبين بالدليل والبرهان القاطع أن الزفزافي متورط في التحريض على الفوضى والقتل والتخريب ناهيك عن التآمر مع عناصر توجد بالخارج قصد زعزعة الاستقرار.
مشكل الزفزافي اليوم هو والده أحمد الزفزافي، الذي لم يوفر جهدا لاستغلال قضية ابنه أبشع استغلال. فقد حولها إلى سجل تجاري يعرضه للبيع في المنتديات الدولية من أجل جمع المال من المنظمات الساعية إلى البحث عن أمثاله لتبرير ما تلهفه.
ويبدو أن والد المعتقل استمرأ هذا الوضع المريح والمربح، حيث لم يعد ينزل من الطائرة إلا ليركب أخرى كما تغير وضعه المالي والمادي وهو المتقاعد البسيط. إذن القضية فيها استغلال لمعتقل يقضي عقوبة حبسية لكن نسي الوالد أنه بحركته يكشف كل ما كان مخفيا من العلاقات المشبوهة بين ابنه وبعض الجهات الأجنبية التي تسعى جاهدة للإساءة للمغرب.