صلاح أحمد: يواجه بنغالي مهاجر إلى الإمارات عقوبة السجن في بلاده جرّاء جريمة مروّعة ارتكبها بحق زوجته عقابًا لها على مواصلة مشوارها التعليمي طلبًا لشهادة عليا بدون إذنه. واتضح أنه فعل ذلك لأنه كان يغار منها، لكون تعليمه كان ذا مستوى متدنٍ.
أليك رفيق إسلام (30 عامًا)، الذي عاد إلى داره يومًا ليخبر زوجته حواء أخطر (21 عامًا) بأنه يحمل هدية إليها. لكنه قال إنها مفاجأة، تستدعي منه أن يعصّب عينيها، ويكمّم فمها أولاً. فوافقت بدون تردد، وهي تضحك على نوع هذه الهدايا، التي تستدعي كل هذه الدراما.
تم له ما أراد، فوضع يديها على المنضدة، ثم أخرج سكين جزار ثقيلة وضخمة، وانهال بها على أصابع اليد اليمنى الخمسة دفعة واحدة. ولاحقًا قال أحد أقارب المرأة إن رفيق رمى بالأصابع المقطوعة في سلة القمامة، حتى يتأكد من أن الأطباء لن يعثروا عليها فيعيدوها إلى يدها.
عُلم أن الضحية كانت قد أخبرت زوجها بنيتها مواصلة دراساتها العليا، لكنه رفض ذلك. ومضى إلى حد تهديدها بـ«عاقبة وخيمة» في حال عصته، وفعلت ما أرادت بدون علمه.
وفي لقاء مع صحيفة «تايمز» البريطانية، قالت حواء في منزل أهلها: «كان رفيق قد عاد لتوه إلى بنغلاديش خلال عطلة له من عمله في دولة الإمارات، وقال لي إنه أتى لي بهدية خاصة. فربط عصابة على عيني وكمّمني… وانتهى هذا الوضع بقطعه أصابع يدي الخمسة عقابًا لي على مواصلة مشوار تعليمي العالي». وقالت إنها بدأت تتعلم الكتابة بيدها اليسرى، وإنها صارت أكثر تصميمًا الآن على مواصلة دراساتها ونيل الشهادة العليا.
وقال مدير شرطة العاصمة البغالية داكا، محمد صلاح الدين، إن رفيق إسلام “اعترف بجريمته بعد القبض عليه، ويواجه تهمتي التسبب في الأذى الجسيم، والتشويه الجسدي الدائم. كان في غاية الغضب عندما فعل فعلته، واتضح لنا أنه ارتكب هذه الجريمة مدفوعًا بالغيرة. فقد توقف تعليمه لدى الثانوية، ولم يلتحق بالجامعة، دعك من نوع الدراسات العليا التي كانت زوجته في صدد تحصيلها”.
يذكر أن حادثة حواء ورفيق هي الحلقة الأخيرة في سلسلة شهدها المجتمع البنغالي، حيث ينظر البعض إلى تلقي المرأة تعليمًا عاليًا، باعتباره مخالفًا لتعاليم الإسلام، الذي يسود في البلاد. ففي يونيو/حزيران الماضي، رُوّع الناس بعدما فقأ رجل عيني زوجته، التي تعمل مساعدة تدريس في جامعة داكا، لأنها كانت على وشك السفر إلى كندا لتحضير شهادة الدكتوراه.
وقد أبدت جماعات حقوق الإنسان وهيئات المرأة الدولية قلقها العميق إزاء تنامي هذه الظاهرة، وقالت إن العقوبات القصوى قد تكون سبيلاً لوقفها. وطالبت – في حالة حواء – بسجن زوجها رفيق مدى الحياة حتى يصبح عظة لغيره.