المرادف الذي يناسب ويليق على السياسي، ببلادنا بشكل كبير هو " مهرج السيرك" لأننا على يقين أن السياسة هي منظومة أفكار وفن حوار رزين وخلاق، وليست بأي حال أن يكون السياسي هو من يثقن رمي "قشور الموز" لغريمه من أجل فقط، تحقيق "نزوة سادية" أو مصلحة خاصة، يكون بينهما الضحية في الأول والأخير، هو المواطن المغربي. فكم من المشاريع التي تهم حياة المغاربة ظلت معلقة أو على الورق، بسبب حروب صغيرة وحقيرة بين هذا الحزب وذاك ثم بعدها يذهب كل طرف للبحث عن مشجب يعلق عليه فشله،وفي أحايين كثيرة يسمونه " التحكم" أو "حكومة الظل " والواقع، أن السياسي الذي لا يملك القدرة على قول الحقيقة ومواجهة الجهة التي يقصها ب "التحكم " ما عليه إلى أن ينسحب بشرف ،لا أن يواصل "لعب العيال" في انتظار أن يصله بدوره، النصيب من "الكعكة" وبعدها يبتلع لسانه. وعلى سبيل المثال ندرج هنا قضية رئيس مجلس المستشارين وما قيل عنها بعد أن تم انتخاب حكيم بنشماس لولاية ثانية. فهذا قيادي في حزب الاستقلال، يصف انتخاب بنشماس عن حزب الأصالة والمعاصرة بأنه الدليل على استمرار سياسة " الزرولة " وفي عرفه واجتهاده الاشتقاقي أوضح هذا القيادي والذي ليس سوى "تشيكيطو" أن "الزرولة" اشتقّها من مسيرة ولد زروال؟ كما جاء أيضا في بلاغ حزبه، بأن الاستقلال "لجأ لهذا القرار من أجل النأي بالحزب عن تزكية منطق الغموض والضبابية السياسية التي يحاول البعض أن يخلط بها الأوراق لإرباك المشهد السياسي والإجهاز على المصداقية السياسية والتطور الديمقراطي ببلادنا" لذلك سحب مرشحه وانزوى في الركن المظلم دون أن يخبر المواطن المغربي من هي الجهة التي تريد أن تنشر الضبابية السياسية ولا من يطمح لإرباك المشهد السياسي علما أن الأحزاب أصبحت تجمع في سلة واحدة وكل حزب عمل يده في "مسخ السياسة".
قيادي آخر من العدالة والتنمية إدريس الأزمي الإدريسي رئيس فريق حزبه في مجلس النواب وفي برنامج "مباشرة معكم" الذي بثته القناة الثانية ،وصف انتخاب الأمين العام للأصالة والمعاصرة، رئيسا لولاية ثانية لغرفة المستشارين بـ"المسرحية والعبث" وهو يعرف أن السياسة في هذه البلاد كلها أصبحت تنام في حضن المهرجين. أما أخته" ماء العينين" التي تلهف الملايين من هنا وهناك قالت في تدوينتها أن بنشماس " لم يكن شريفا ولا ديمقراطيا ولا مستقلا يعكس إرادة الفاعلين فيه" وأن انتخابه تم عن طريق" تحريك الهواتف والتعليمات وممارسة الضغوطات،لأن الناخبين البسطاء لا امتيازات لهم يقايضون بها استقلاليتهم ومعنى تمثيليتهم".
وطبعا المقصود من كلام القيادية في حزب "المصباح" هي جهات التحكم عن بعد. وكل هذا اللغط والرهط يؤكد بالملموس أن ممارسة السياسة في بلادنا لا تزال تعيش على المراهقة المتأخرة التي تصيب "الأطفال الكبار" وبالتالي فهي لا تنتج غير العبث والشعبوية ومزيدا من التهريج .
صاحب المقال : ورياش عبد الله