أبو أمين
الحلقة الأولى: أمينة ماء العينين: “يامينة وبالسلامة راه الكار مشا عليا”
لا يكل بعض البرلمانيين من حب الصور والتصوير والترويج لأسمائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكأني بهم يسعون إلى ذلك بحب الظهور، أو لكأني بهم يوظفون مصورين ليتبعوا خطاهم حيث ما حلوا وارتحلوا من أجل غايات في الأنفس.
ولعل اسم النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين هو أول ما يطفو إلى السطح، فحب الظهور والتباهي كون لديها عقدة نفسية مختلطة بشيء من النرجسية.
فيوم ذاقت من لذة “الشوباني” في الولايات المتحدة الأمريكية، وهمت بمذاقه إعجابا وتغريدا، أخبرت العالم بأكمله أنها استذلت وتمتعت بحلاوة وطراوة هذا الشوباني واعتمدت الإيحاء في كتابتها وهي تشير أن الشوباني ناجح سياسيا كما هو ناجح تجاريا، فأدهشت القراء، وأغضبت المحافظين من حزبها، وأخجلت عددا ممن يعرفونها، قبل أن تلوذ بما يشبه الاعتذار قائلة إن المقصود هو الزبادي الأمريكي “ياغورت شوباني” لصاحبه التركي حمدي أولوكايا التركي الأصل.
ونحن لا نعرف هل السيدة ماء العينين تتقن فن البيان لكي تعرف أنها استخدمت بطريقة عفوية ما يسمى عند فقهاء البلاغة “فن التورية” حيث للاسم المتجانس معنى قريب ومعنى بعيد، لكنها في ذات الوقت استخدمت التلميح والإيحاء إلى شخصية سياسية هي أقرب لدى القارئ من الزبادي الأمريكي.
وقبل أن نعود إلى العشق المتبادل بين العدالة والتنمية المغربية والعدالة والتنمية التركي الذي أدى إلى حمل ابنة قيادي في العدالة والتنمية المغربي من مواطن تركي، فوضعت الشابة أمام خيار الإجهاض أو الزواج من التركي حماية لسمعة والدها، نتابع مع المعشوقة في شوباني، أمينة ماء العينين التي تجسس زوجها السابق على حسابها الإلكتروني، فأقامت الأرض ولم تقعدها متهمة رجال الأمن بالتجسس عليها، بل واستجلبت عطف زعيمها التاريخي عبد الإله بن كيران، الذي حثها على تقديم شكاية في الموضوع، وليتها ما فعلت؛ ذلك أنه سرعان ما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، سقط زوجها السابق في فخ التحقيق واعترف بأنه هو من تجسس على حسابها وأن وقوعه في شرك الغيرة والشك، دفعاه إلى قرصنة حسابها الشخصي، ولأن صدمة الزوجة المدللة كانت عنيفة فقد رفضت متابعة زوجها.
ورغم أن الشرطة احترمت أثناء التحقيق مسطرة الثقة المفترضة بين الزوجين، فقد تركت للزوجة اختيار حق المتابعة أو التنازل، خاصة أن الشكاية وضعت في البداية ضد مجهول، لكن الغريب في الأمر هو أن لا أحد من الذين اتهموا الشرطة أو عبروا عن الشكوك في كونها تتجسس على النائبة البرلمانية، لم يعتذر لرجال الأمن، وهنا أقصد أمينة ماء العينين أولا، ثم أحمد أكنتيف ثانيا، ثم رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران الذي كان حينها يشغل رئيسا للجهاز الإداري المغربي، وزعيما للحزب الذي تنتمي إليه النائبة ماء العينين.
إن القدسية المفترضة لبيت الزوجية لا يجب أن تتلاعب بها الأهواء، فهذا البيت يجب أن تزينه الثقة، ويحميه الحب المتبادل بين الطرفين، ويصونه الوفاء الدائم، أما حين ينخره الشك، وتحرق أركانه الغيرة العمياء، فسيصبح هذا البيت مجرد خربة متهالكة آيلة للسقوط، وكذلك كان، وكذلك تناقلت وسائل الإعلام خبر طلاق السيدة أمينة ماء العينين من الرجل الذي استقدمته من الجنوب، وبوأته منصب مستشار في دواوين أصدقائها الوزراء، ولعل الشوباني واحدا منهم، وهنا لا أقصد الشوباني الحليب بل أقصد الوزير الحبيب.
وما بين الزوج السابق أحمد أكنتيف، والمرشح اللاحق، تطلع علينا صور برلماني وعضو بمجلس القنيطرة عزيز كرماط، التقى أمينة صدفة أو بالموعد، وربطت الصور المنشورة بين ما يمكن أن يكون حبا انطلق منذ فترة أبعد أو بداية لعشق جديد، حيث يهديها باقة ورد حمراء اللون، في جلسة بإحدى المقاهي، فتهديه ابتسامة جميلة وتحمل باقتها بزهو وخيلاء وهي تتنزه معه في الشارع العام، وهو أمر لا يجدر بنا الاهتمام به رغم أن الأمر يتعلق بشخصية عمومية يختلط فيها الشخصي بالعمومي، لكن البرلمانية المثيرة للجدل لفتت الأنظار إليها حين خرجت الصحافة بأخبار تغزلها بالبرلماني عبد اللطيف وهبي.
فقد اهتم موقع جد مقرب من الأصالة والمعاصرة وينسب إلى إلياس العماري الزعيم السابق للحزب، بتدوينة جديدة لأمينة ماء العينين، واعتبرها الموقع المشار إليه أنها عبارة تغزل في البرلماني عبد اللطيف وهبي، حين قالت فيه كلاما جديدا كونه افتقد الجلوس إلى جانبها وكون الذي يجمع بينها وبينه هو المشاكسة، وهي أمور تضاف إلى السيرة الذاتية العاشقة لأمينة ماء العينين، التي يجمعها مع شوباني عشق اللذة والمذاق، ومع وهبي المشاكسة الجميلة، ومع كرماط الورود الحمراء، ومع الزوج السابق أكنتيف الغيرة والحرقة والتجسس..
تعجبنا كثيرا الحرية التي تختال بها أمينة ماء العينين، ولكنها تبقى مجرد نصف ما يظهر من جبل الجليد، إذ أن النصف الآخر تخفيه مياه البحر، ذلك لأن أمينة ماء العينين كانت ستكون أروع وأحسن، وأكثر دلالا لدى المواطن المغربي؛ لو لم تكن تنتمي إلى حزب ذي مرجعية دينينة، أو بالأحرى، حزب أوهم الشعب المغربي أنه يستند في مبادئه ومرجعياته على مبادئ الدين الحنيف…
وقد علمنا من مصادر حزبية أن عبد الإله بن كيران؛ حين كان رئيسا للحكومة، انزعج من كثرة الإيحاءات الموجودة في تدوينات بعض أعضاء حزبه، فقال لهم “واش حتى شدينا الحكومة، عاد بان فيكم هاذ شي…لا حول ولا قوة إلا بالله”.
وأخيرا نحن لا نعرف هل سيتشبث الزوج السابق للسيدة ماء العينين، بالبقاء في الرباط أم سيعود أدراجه إلى تيزنيت التي كان يمارس فيها مهنة التعليم، قبل أن يتم استقدامه إلى الرباط، ومن تم يخفق في الحصول على منصب رئيس قسم بوزارة المجتمع المدني، ربما بسبب الضجة التي أحدثتها عملية “التجسس على الحساب الإلكتروني للزوجة النائبة”، ولكن تحضرنا في هذه اللحظات أغنية الشاب مامي:
شربت من ماء العين ملاين كان الما زوين
ومللي تخلطو اليدين تخالط الما بالطين
يامينة بالسلامة راه الكار مشا عليا