هشام التواتي
هل فقدت الإنسانية وانعدم الضمير؟
هل انعدم الإحساس وغابت المشاعر وقتل القلب وتم وأد الأخوة والعاطفة والأخلاق؟
ماذا حل بالمغاربة؟ وأي ميكروب فعل فعلته الشنيعة فحول الإنسان إلى وحش يفترس أخاه الإنسان وقت المصيبة والفاجعة.
هل أصبحنا في الغابة وهل نتشاطر المكان والزمان مع البشر أم مع مجموعة من الضباع والعقبان؟
كيف نفسر الهجوم الأعمى لمجموعة من الكائنات على ضحايا حادث القطار المأساوي ببوقنادل!
كيف نفسر لا إنسانية وهمجية البعض الذي استغل معاناة أخيه الإنسان وعوض تقديم المساعدة للمصابين والمعطوبين ومبتوري الأيدي والأرجل، إذا بالضباع والعقبان تغتنم الفرصة وقت النكبة لتمتص دماء المصابين وتقتات على نقوذهم وأغراضهم وأمتعتهم وهواتفهم النقالة. تخيلوا أن طالبا مصابا والدماء تنزف منه فيقترب منه أحد الضباع ليفتشه بخشونة نازعا منه محفظة نقوذه وهاتفه...ياللعار، بل وفي مشهد سوريالي سينتزع منه (جاكيته وحذاءه الرياضي!!!!
يقول أيوب، واحد من ضحايا الحادث المشؤوم:" الحمد لله على قدوم رجال الدرك والوقاية المدنية، الذين أبعدوا كان الضباع والعقبان من مكان الحادث وإلا كان يمكن أن ينهشوا لحم الإناث المصابات".
قد يقول المتفلسفون يالها من صورة بالغة في القتامة! يا للتهويل! سنرد عليهم: "لهلا يطيحك بين أيدي الهمج. واش اللي يطلع فوق قنطرة فالطريق السيارة ليرمي حجرا ثقيلا في طريق سيارة قادمة بسرعة 120 كيلومتر في الساعة فيتسبب في انقلابها وربما في موت ركابها فيهرع نحوهم، واللعاب يسيل من فمه تلهفا وشراهة، ليسلبهم نقوذهم وممتلكاتهم غتسنى منو الخير.
بالمقابل،ماذا تنتظرون من بعض المسؤولين الذين هرولوا وقت افتتاح دورة أكتوبر التشريعية لينقضوا على الحلويات وكعب الغزال؟ هاد الشي الكاميرا شاعلة والعالم كيشوف وبلاحشمة وبلا حياء مخرجين الكراطين المكرطنة مما لذ وطاب...وعلى عينك يابن عدي...وكاين اللي مخرج براد!!!!
لقد فقد المغاربة الثقة في السياسة والسياسيين. ممثلو الشعب طمعوا فبراد وحلوى...واش أمثال هؤلاء سيدافعون عن حقوق الشعب؟ كلاوها غريبة وكعب غزال وسهرات وبريمات وقصاير وسفريات.
لنقرع الناقوس بشدة فالأزمة خانقة أفقدت البشر الإنسانية، وجانبته الصواب. لنعد للمدرسة بريقها وقيمتها، لنتوقف عن التوالد لخمس سنين نعيد فيها تربية أنفسنا على القيم والأخلاق، لنحاسب خلال هاته المدة كل المسؤولين الفاسدين الذين نهبوا أموال الوطن. لتسقط الحكومة ويحل البرلمان وتعلن حالة الإستثناء. خصنا نرجعوا نقراو كاملين من جديد. خصنا نترباو كاملين من جديد. خصنا نعاودو اقتسام الثروات والأراضي.فالقسمة ضيزى. لم يعد مقبولا أن كمشة تمتلك تسعين فالمائة من الثروة وأن الأغلبية الساحقة تعيش تحت الفقر والأزمة. ستنزعون منهم الإنسانية والوطنية وستقتلون فيهم الأخلاق وكل وازع قيمي، وستحولونهم إلى ضواري مفترسة ستأتي على الأخضر واليابس كلما تضورت جوعا.
ربط المسؤولية بالمحاسبة. تحديد المسؤوليات.وعدم الإفلات من العقاب.
فليرحم الله شهداء فاجعة قطار بوقنادل. وعلى البعض أن يقال أو يستقيل...لقد انحدرنا إلى القعر...وقتاش غنطلعوا لفوق؟