على خلفية تصويت احزاب الأغلبية الحكومية، على خصم مرشح العدالة والتنمية لرئاسة مجلس المستشارين. تبدو الصورة أكثر سريالية من ذي قبل. فالمفروض في التحالفات أن تسير جنبا إلى جنب، وأن تدعم بعضها البعض، وأن تصوت لصالح مرشح أحد أطرافها في أي إنتخابات.
لكن القاعدة لها إستثناء مغربي، فالأغلبية الحكومية، تركت مرشح حليفها يسقط بنيران سياسية صديقة. ولم يحصل سوى على عدد ضئيل من الأصوات. لكن هذا لا يمكن تفسيره بالتضارب، بل هو ضرب من فوق وتحت الحزام، لأن العدالة و التنمية كحزب، كان سباقا إلى توجيه ضربة غير متوقعة لحلفائه، وذلك بترشيح الشيخي في الانفاس الاخيرة من السباق، وبعد الخروج بشبه إتفاق بعدم الدفع بأي مرشح من الأغلبية لهذه الإنتخابات.
لكن رياح البيجيدي جرت بما لا تشتهيه سفن الأغلبية، فكانت عاصفة الرد بالتصويت على الخصم. وهذا يذكرنا بمباريات كرة القدم، عندما كان المنتخب المغربي يفشل في تحقيق الإنتصار، كانت الجماهير تشجع الخصم. فهل نحن وسط ملعب؟ نعم نحن وسط ملعب، ولا نعرف لحد الان لمن سيمرر العدالة و التنمية الكرة لحلفائه أم انه سيتجه للعب وحده والمناداة على لاعبي الإحتياط لدخول المباراة ولو متاخرين.
الحقيقة أن المتامل للمشهد السياسي المغربي، يصاب بالسكتة المعرفية، وعليه أن يغيب كل القواعد التي تداولها السلف وحتى القواعد التي سيأتي بها الخلف. لأن الحالة السياسية المغربية وخاصة الحالة الحكومية، مستعصية على الفهم. فلا يمكن توقع ما ستأتي بها رياح المزاجية و الحسابات الحزبية الضيقة، على حساب المصلحة العامة..
عبد العزيز المنيعي.