المصطفى المريزق
من التطورات التي عرفتها جلسة الأربعاء الماضي من محاكمة توفيق بوعشرين، المتابع بالاتجار بالبشر وجرائم جنسية أخرى خطيرة، أن المتهم تبرأ بكل بساطة من التدوينات التي تحمل توقيعه على صفحته بالفيسبوك والتي يخصصها أساسا للتهجم على محامي الدفاع والتشكيك في عمل النيابة العامة، والادعاء بأن كل مؤسسات الدولة، من شرطة ونيابة عام وحتى الدرك، لا شغل لها إلى “التآمر” عليه لـ”قتله رمزيا”، ويتهم القضاء بكون يضع فقط “طابعه” على هذا الملف في إيحاء خبيث هيئة الحكم “تشتغل بالتعليمات”.
ولم يكتف المتهم بالتبرؤ أمام القاضي مما يحمل توقيعه بل إنه لم يتردد في تحميل مسؤولية تلك التدونيات لـ”فريق عمل اليوم 24″ !
فحسب مصدر تابع ذلك الجلسة، قاطع المتهم كعادته مرافعة دفاع المشتكيات، ودون أخذ إذن من هيئة الحكم التي يمعن في استغلال سعة صدرها أبشع استغلال، وراح يصرخ بكل ما يستطيع بأن هذا الدفاع “يمس كرامته ويهاجمه”، فقط لأنه محامي الطرف المدني يستدلون بمقاطع مقززة وقذرة من تلك الفيديوهات العديدة التي تم حجزها في مكتبه لإظهار الطابع البشع والشاذ للممارسات التي يتابع بها صاحب مؤسسة “أخبار اليوم” بسببها.
بطبيعة الحال، لم يقف دفاع الطرف المدني مكتوف الأيدي ورد على المتهم بأن من يتعرض للتهجم والمس بالكرامة هم المشتكيات والمحامين الذين انبروا للنيابة عنهن والدفاع عن حقوقهن، وذلك عن طريق حملات تشهير قذرة مست أعراضهن وأضرت كثيرا بأسرهن، وعبر “أقلام مأجورة” لا تترد في التهجم على محامي الدفاع وذكرهم بالأسماء.
بل إن محامي المشتكيات ضربوا مثلا حتى بالتدوينات التي تظهر على الصفحة الفيسبوكية للمتهم مذيلة بتوقيعه والتي يمس فيها ذمة المحامين وشرفهم ويشكك بواسطتها حتى في كل حتى في نزاهة هيئة الحكم التي قال إنها تضع فقط “الدمغة النهائية” على ملفه.
فما كان من المتهم أن تدخل مرة أخرى، دون إقامة أي وزن للقاضي ودون طلب أي إذن منه، ليتبرأ بكل بساطة من تلك التدوينات التي تحمل اسمه وكذلك طابعه في التحرير، وقال للقاضي “أنا في السجن، لست من يكتب تلك التدوينات” مضيفا أن “فريق عمل اليوم24 هو من يتطوع”للقيام بهذه المهمة !
وقال مصدر على معرفة بشخص بوعشرين، أن المتهم “لا يتقن على ما يبدو سوى لغة الإنكار ولا يعرف أسلوبا أخر سوى نسبة سلوكاته إلى الآخرين دون أن يأبه لما قد يصيبهم من جراء ذلك من سوء”.
وأضاف المصدر المتهم أبان من خلال تبرئه من تدويناته الفيسبوكية أنه شخص “جبان يرفض تحمل مسؤولية أي فعل من أفعاله”.