مما لاشك فيه أن السلطات التركية ومع سبق الاصرار والترصد تسعى من جهة لتدويل قضية اخفاء أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومن جهة ثانية ادامتها، وادامة والرفع من منسوب التشويق..وثالثا بلوغ أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية..لذلك تجد السلطات التركية تفرج عن معلومات وتفاصيل بطريقة سطحية تارة، ومجزاة ثارة أخرى.. وبشكل شحيح جدا في احايين اخرى. الا ان عملية تدقيق بسيطة في المعلومات والتفاصيل التي تفرج عنها السلطات التركية هنا وهناك، تعطي الانطباع بأن قضية خاشقجي بالنسبة لتركيا تشبه مسلسلا تركيا معادا، معروفة بدايته ونهايته...إذ أن كما يبدو فتركيا تمسك حاليا بكل المعلومات المحيطة باختفاء خاشقجي، بل وتعلم بالتحديد ماذا حصل له، واين، وكيف..وحددت الزمان والمكان والكيف، الذي ستعلن من خلاله تفاصيل ما حصل ...بل لا يمكن استبعاد ان المخابرات التركية كانت على علم مسبق بأن شيءا ما يحاك ضد خاشقجي، وقد تكون اتخدت احتياطات استخبارية مباشرة بعد امتناع القنصلية السعودية في إسطنبول عن التصديق عن وثيقة زواج خاشقجي خلال الزيارة الأولى لها ، وتحديد موعد زيارة ثان له.. خاصة وأن العلاقة بين السعودية وتركيا متوثرة جدا والحيطة والحذر فيما بينهما بلغت مستوى الخط الاحمر، فهل يعقل أن تحط طائرتان خاصتان على مثنهما سعوديون بجوازات سفر حقيقية، وهويات حقيقية، ينزلون في المطار في الساعات الاولى من نفس يوم الموعد المحدد لخاشقجي بزيارة القنصلية.، وينزلون في الفندق..وبينهم حارسان خاصان للامير بن سلمان ولا يثير ذلك شكوك الاستخبارات التركية.. خاصة وأن تركيا لم تشر إلى استعمال السعوديين المتهمين جوازات مزورة....وبالتالي فهل كانت هواتف خاشقجي التي سجلت من خلال الساعة الذكية التي كانت بمعصمه، فعلا لدى زوجته التركية خديجة كنجيز أمام القنصلية ؟ وكيف أنها لم تنتبه لما تبثه الساعة مباشرة لأحد الهواتف لديها، رغم أنها بقيت قرابة خمس أو ست ساعات امام القنصلية تنتظر خروجه؟! ام ان الهواتف منذ البداية خاصة منها المرتبط بالساعة الذكية كان لدى وكلاء المخابرات التركية..وان هذه الاخيرة كانت جهزت كل امكاناتها الاستخبارية تحسبا لما قد يحصل...
فهل سقط بن سلمان فيما سقط فيه صدام، فسفيرة أمريكا كانت أكدت لهذا الاخير ان اجتياح الكويت شان عربي...وانقلبت عليه وحصل ما حصل، وبالتالي هل يكون كوشنر صهر ترامب، أخبر سلمان بأن خاشقجي مواطن سعودي، وبالتالي التعامل معه شان سعودي شريطة الا يتم المس به داخل أمريكا...