الحسان بنعاشور
ما حال ثقافتنا اليوم بسر. ..فمن يدلني على مدار السنوات الأخيرة على إبداع مغربي نال احترام الرأي العام الوطني؟ !!! إبداع سينمائي قدم صورتنا بشكل مقنع و مفيد؟ مسرح ازاح الستار عن تناقضاتنا مأساة وملهاة وبالمعايير الفنية والحرفية؟...رواية تحكي مغربيتنا و ترسم كيانيتنا وتكشف عن عبقريتنا؟ قصيدة تحي انتمائنا إلى هنا والآن؟ أغنية مغربية لحنا وكلمات؟ هذا هو نهج المبدع الفذ...صانع لكيان الأمة...مانح المعنى لجغرافيفتها وتاريخها و تراثها و انسانها ...مغربيتنا لا تنبثق من الكمون إلى الوجود إلى الكينونة إلا بالفن والثقافة الرصينين و الاصيليين....تكاد تخلو منهما ساحة الثقافة والابداع في بلادنا هذه الأيام..وحتى لن أكون قاسيا في تقديري اكتفي بالقول اننا نعيش ثقافيا و فنيا سنوات عجاف... و رغم ذلك نبقي أبواب الأمل مشرعة في انتظار سنوات سمان... ساحتنا الثقافية و الفنية الشبه الفارغة...استوطنتها عدميتان...الثقافة كما السياسية كما الطبيعة تخشى الفراغ. ...غير أن الفراغ الثقافي أشد خطورة على البنيان الوطني لأن الثقافة والفن قاعدته و لحمته. ....عدميتان استباحتا وعينا..دوقنا..وجداننا...في غياب استراتيجية وطنية للثقافة/الأمن التقافي. ...وفي غفلة من عقلنا السياسي كانت ولازلت ام المعارك في سياق العولمة هي معركة الثقافة و بامتياز ..صراع حول القيم و الرموز والعلامات. ..لأكثر من ثلاث عقود و الكيان الوطني عرضة لقداءف العدمية الوهابية والاخوا نية المخصبة بايديولوجية الجهل والطائفية و التكفيرية و بغطاء اسلام نقي وصفي. ...أما العدمية الثانية فهي صناعة غربية أمريكية. ..تستند إلى استراتيجية الهيمنة الثقافية بواسطة الإعلام الإلكتروني. ...هدفها تعميم النموذج الثقافي الاستهلاكي الأمريكي و المخصب بالجنس والعنف بغاية التسويق على أوسع نطاق و تكريس نزعة تفوق الأمريكي على الجميع. ..إنه الاستعمار الإلكتروني في خدمة راس المال...ها نحن بين المطرقة و السنديان. . بين الكوليرا و الطاعون..و رصيدنا الحضاري الان خال من اي منجز لا علمي ولاثقافي ولا تقني ولا فني......نتباهى به بين الأمم. ..كل المؤشرات الثقافية تضعها في أسفل الترتيب...في آخر الركب الحضاري للعالم....وعلى هامش التاريخ..أدعوكم إلى أن تقفوا و قفة إجلال وتامل لهؤلاء نساء و رجال من المثقفين والفنانين (ة) المغاربة الذين خدموا الثقافة والفن في بلادنا على خلفية قيم و طنية نبيلة و بانسجام مع روح الإنسانية. ...بعضهم رحل عنا إلى جوار ربه و بعضهم لازال يجتهد..محمد العابد الجابري. عبدالله العروي فاطمة المرنيسي محمد رويشة الشعيبية...الطيب الصديقي. ..الطيب االعلج. .. عبد القادر الراشدي..عبد السلام عامر المهدي المنجرة. واللائحة طويلة ... استحضار هذه الاسماء ليس من باب النوستالجيا. .ولكن من منطلق استعادة الثقة بالنفس وحتى تعلم الأجيال الصاعدة بأن لهذة الامة رموزها الثقافية والفنيةال جديرة بالاحترام و الاعتزاز بها...و بافق الاستمرار في بناء ثقافة و طنية ديمقراطية و انسانية .