النقيب عاوتاني !
أهدى النقيب زيان مجددا متتبعي محاكمة مدير النشر الشهيرة حول الاتهام بالبشر، لقطة من لقطاته الخاصة جدا وهو يتفوه بكلمة نابية أمام عدسات الشباب والشابات، الذين يتابعونه مثل ظله طمعا منهم في كلمة مثل هاته يرصعون بها مواقعهم الإخبارية.
الكلمة الجديدة التي ندت عن زيان يوم الإثنين، والتي لانستطيع ذكرها لكن نستطيع إفهام قارئنا أنها جمع قائد بالدارجة ، دلت مرة أخرى على أنه بين الرجل وبين القانون وبين احترام المحكمة حيث تجري أطوار المحاكمة مسافات طويلة، خصوصا حين شرع في سب رئيس النيابة العامة والحديث بطريقة لاتليق إطلاقا بمن كان نقيبا.
لماذا اغتاظ زيان هذه المرة مجددا؟ لأن موكله اعتدى على محام من محاميي الضحايا، ولأن موكله اختار يوم الإثنين تصعيدا خطيرا وهو يرفض في مرحلة أولى الصعود إلى المحكمة، ثم وهو يدخل في مجموعة مشاكل مع الهيئة تجدون تفاصيلها في مكان آخر من الجريدة.
دور المحامي الذي يقدر ويحترم القانون في هاته الحالة هو أن يهدئ من روع موكله، أن يتفهم الظروف النفسية التي يوجد فيها والتي قد تدفعه إلى ارتكاب خطوات خطيرة وغير مقبولة، وأن يجعله يعود إلى صوابه لكي يستأنف دفاعه عن نفسه إذا كان بالفعل بريئا من التهمالخطيرة الموجهة إليه.
لكن زيان ليس من هذا النوع من المحامين. هو يعرف أن القضية خاسرة ومحسومة سلفا، وقد فعل الأفاعيل لأجل تحوير مسارها حتى أنه غير بالكامل خلاصات تقرير الخبرة التي أجراها الدرك الملكي، لكنه فعلا هاته المرة ذهب بعيدا في عناد لا يليق بالبذلة السوداء وبمن ارتدوها في تاريخ المغرب، وبمن مارسوا السياسة إلى جانب المحاماة في تاريخ بلدنا ولم نسمع منهم يوما مثل هاته الكمات التي نسمعها من فم النقيب في أحلك الظروف السياسية التي مر منها الاحتقان في المغرب.
مؤسف ودال على نوعية الردة الجماعية التي أصابتنا في مقتل فعلا.
الحالة خاشقجي !
قضية خاشقجي ليست بالوضوح الذي تظهر عليه، وليست بالشكل الحاسم والمحسوم الذي قدمتها لنا به الجزيرة منذ اليوم الأول. قضية خاشقجي تخفي وراءها أكثر مما تظهره، ومع الأمل ألا تكون الأنباء التي قدمتها الجزيرة أول مرة لمشاهديها ثم نفتها فيما بعد الرجل صحيحة لأن الأمر يتعلق بإنسان وصحافي لايمكنك أن تتمنى له الشر، إلا أن ملاحظة قفزت للعيان ورآها كل من يتابعون هذا الملف منذ لحظته الأولى هي تبنيه من طرف الإخوان ومن طرف بعض وجوه ماعرف في سنة ٢٠١١ بالربيع العربي، ومااتضح بعد مرور كل هاته السنوات أنه خريف مدمر أتى على اليابس واليابس طالما ألا أخضر في المنطقة يمكن أن يأتي عليه.
كل أولئك الذين كتبوا في الأنترنيت "صديقي جمال" تربطهم علاقة ما مع ذلك الربيع الكاذب، ومع تطوراته، وهم في مختلف المنافي الدافئة والممتعة والمريحة التي اختاروها من بريطانيا إلى أمريكا ففرنسا فبقية دول أوربا يشتركون في الخاصية إياها : الحلم للمنطقة بفوضى كانوا يعتقدونها قادمة بهم قبل أن يكتشفوا أن أحلامهم/أوهامهم لم ولن تتحقق.
ما الرابط بين القضية وبين هؤلاء؟
علينا عدم التسرع، وعلينا انتظار انبلاج غمة هذا الملف وظهور العلامات الأولى على صحة المعلومات الواردة فيه وخطأ الأخرى وبعدها لكل حادث حديث، لكن لا مفر من الملاحظة الأولية في انتظار باقي التطورات
عصفور السطح !
سيظل الأمر بالنسبة لنا محيرا دوما وأبدا: كيف يمكن لمكفوفين أن يعتلوا سطح وزارة يفترض أنها محمية؟ ألا يوجد أمن خاص أو عام لحماية هذا المبنى الحكومي؟ وكيف يمكن السماح لهؤلاء المكفوفين - مع الاعتراف بعدالة قضيتهم ومطالبهم بالتشغيل - بالبقاء لأيام طويلة فوق السطح دون أدنى تدخل لإنزالهم وإن بالقوة خوفا على سلامتهم الجسدية أولا وتفايدا لوقوع مأساة من قبيل المأساة التي وقعت للراحل صابر الحلوي رحمه الله؟
السؤال ضروري، وكل مرة أتتنا الأنباء ن الرباط عن احتلال سطح الوزارة إياها من طرف المكفوفين نتساءل ولا نجد جوابا لسؤالنا، إلا الاعتقاد أن جهة ما تيسر لهم سبيل هذا الصعود وترشدهم إلى السطح وتسهر على إبقائهم فيه دون أدنى تفكير في عواقب مثل هذا السلوك ودون اهتمام بحياة هؤلاء المكفوفين.
شيء ما أيضا في هاته النازلة ليس على مايرام. الله أعلم به ماهو، لكنه ممكن المشاهدة بالعين المجردة سواء كانت مبصرة أم مكفوفة، دون أدنى جدال.