يبصر الوزير محمد يتيم جيدا، لذلك سقط نظره على مدلكة جميلة تدل كل المؤشرات أن مهمتها أكبر بكثير من تدليك أصبع، وهو ما تجندت الكتائب " الفايسبوكية" لحزب العدالة والتنمية، والمواقع الإلكترونية المقربة منه، لتبريره زاعمة أنه يندرج في سياق الحياة الشخصية، رغم أنها ( الكتائب) لا تؤمن بالحرية الفردية، تماما كما شمرت عن سواعدها لتبرير سقوط كفيف من أعلى سطح عمارة، تحمل حقيبتها وزيرة من ذات الحزب ( بسيمة الحقاوي)، معتبرة ما حدث أقرب إلى الانتحار لأن الضحية ليس أعمى وإنما ضعيف البصر.
هكذا تبصر الكتائب الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية، وتصر على تسمية يتيم بـ "العالم الرباني" رغم أنه لا يعدو أن يكون شخصا عمت بصيرته الشهوة، التي قادته نحو هذه "الشوهة"، وعلى تسمية الكفيف بضعيف البصر، الذي قاده نظره إلى السقوط من أعلى سطح عمارة الوزارة.
وفي كلتا الحالتين، فقد ظهرت هذه الكتائب مهزومة، لأنها فشلت في تقديم أدلة مقنعة تدافع بها على "مموني" الحفلات البيجيدية، بالإشهار وغيره من الأموال المقتطعة من أرزاق دافعي الضرائب، وهو ما جعلها تفسخ "السروال"، وتعري سوءتها عسى أن يلهي ذلك القراء على متابعة مفاتن مدلكة يتيم أو دماء شهيد المكفوفين، من دون أن يجديها ذلك نفعا، لتضاف "صورة" المؤخرة لصورة المدلكة وصورة الشهيد التي تكسرت عظامه على الطوار.
ولتكتمل "الباهية"، التي يعرفها جيدا لاعبو الورق، ستطلع ابنة الوزير لحسن الداودي، بعصاها من أجل تهشيم رأس رب أسرة في نزاع حول الأرض، وهي في حالة سكر، والأكيد أنه سكر طافح، خاصة وأن الشابة، قد تربت في أحضان الثقافة الفرنسية، التي رضعتها من ثدي أمها، و تشبعت بها في "ليسي ديكارت".
وليست هذه المرة الأولى، التي "تحيح" فيها ابنة الداودي، فقد سبق لها أن "حيحت" ذات رأس عام بفندق "لونفيتريت" بالصخيرات، قبل أن تعقد قرانها في حفل زواج باذخ.
والأكيد أن الداودي، الذي رغم انتمائه لحزب العدالة والتنمية، لن يقف في جانبه أية كتائب، لأنه ليس "عالما ربانيا"، بل رجل واقعي يمارس السياسة، من دون خلفية فقهية أو مرجعية التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لذلك وجد نفسه وحيدا أكثر من مرة، كلما شدت أزمة ما بخناقه، أما يتيم فلا شك أن أنامل المدلكة ستنسل لفك وثاقه، مادامت كل الكتائب تعيش لحظة " الله ينجيك من المشتاق إلى ذاق"، وسيكون لهم في "العالم الرباني" أسوة حسنة، وهو ما سيقود حزب العدالة والتنمية ـ حتما ـ إلى السقوط من أعلى سطح الحكومة.