مجيد حشادي
في تصريح مضحك حتى الغباء، أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، أن الجزائر "لا زالت ثابتة في مبادئها على عدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى"!
وقال رئيس الديبلوماسية الجزائرية في تصريح للصحافة على هامش إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، أن هذا "مبدأ وركيزة للدبلوماسية الجزائرية"، متناسيا أن سياسة بلاده قائمة بالأساس، على مبدأ التدخل في شؤون المغرب، أكثر من اهتمامها بمشاكل الشعب الجزائري.
يكفي للسيد مساهل أن يعود للوراء قليلا، ويتذكر كيف إنه في مناسبات سابقة، وفي إطار لقاءات سياسية أو اقتصادية جزائرية محضة، كيف أقحم المغرب بمناسبة، وبدون مناسبة في أوضاع بلده.
يكفي للسيد مساهل أن يراجع تدخلات كل الساسة والوزراء الجزائريين، بدءا من أقلهم شأنا، إلى وزيرهم الأول، كيف يقحمون المغرب في كل خطبهم ومؤامراتهم الصحفية.
يكفي السيد مساهل أن يراجع يوميا وكالة أنباء بلده، لكي يرى كيف أن أخبار الإساءة للمغرب، تحتل صدارة الأخبار، بل وتتفوق حتى على الأخبار التي تهم بلده الجزائر.
يكفي للسيد مساهل أن يراجع كيف أصبحت سياسة الجزائر في إفريقيا، تبحث عن تتبع خطوات المغرب و الإساءة له، أكثر من البحث عن تمتين حقيقي لأواصر الجزائر مع الدول الإفريقية، وتدعيم روابط الجوار.
يكفي بعد كل هذا أن يراجع كيف قسمت الجزائر القارة الإفريقية، وساهمت بسياستها العدائية حتى النخاع، وبل حتى المرض، للمغرب، عوض أن تساهم في توحيد القارة ومواجهة المشاكل الحقيقية التي لاتزال تضعف من إمكانية انتشال الأفارقة من حالة الفقر المدقع، بالرغم من توفر كل الإمكانيات الضرورية لبعث نهضة حقيقية في القارة.
وعندما يعي السيد مساهل كل هذا، سيدرك حقيقة أن بلاده تضيع على القارة الإفريقية فرصة حقيقية لأن تبعد عنها ملفا طالما مزق أواصرها وساهم في تعطيل عجلة التنمية، من أجل أوهام أصبحت تشكل عقيدة مستحكمة لدى حكام الجزائر، يعلمون جيدا أنها لن تتحقق يوما، لكنها بالمقابل تساهم في تضييع فرص الاستثمار والنماء على القارة.