ليتشي، إيطاليا
نال الفوتوغرافي المغربي أشرف بزناني مؤخرا درع يوليوس قيصر المقدم من الأكاديمية الدولية للفن بإيطاليا.
وعرضت أعمال بزناني الفوتوغرافية بأحد أشهر قاعات العروض، وهي قاعة E. Maccagnani دي ميتيو سوكورسو، بمدينة ليتشي التاريخية. التي تأسست سنة 1861.
الدرع هو عبارة عن تمثال من لونين (العاجي والذهبي) يصور الإمبراطور العظيم يوليوس قيصر، بارتفاع 26 سم على قاعدة من الرخام الأسود، تحمل اسم الفنان أشرف بزناني تحصل عليه مباشرة من اللجنة العلمية للأكاديمية ليصبح عضوا شرفيا بها.
خلال هذا الحدث ، كانت هناك مقابلات مع الفنانين والشخصيات الحاضرة في الحدث من قبل المدير الفني روبرتو شيافاريني والخبير الفني الدكتور ميشيل ميولي.
وقد نال الفنان أشرف بزناني هذا التشريف من الأكاديمية الإيطالية للفن الذي عرف ترشيح أكثر من 5000 فنان من مختلف الدول، تتويجا لمساره الفني الحافل بالإنجازات العالمية.
وقالت الدكتورة ماريا توريللي عضو الأكاديمية: "الجرأة، أليس من حقنا الجرأة على الابتكار؛ الفن، التوفيق بين الماضي والحاضر؛ الفن العظيم، ابتكار الماضي، اختراع الحاضر ليعيش المستقبل. لذا، دعونا نجرؤ على السير على خطى أجدادنا اللامعين لابتكار المستقبل! دعونا نبقى مخلصين ومختلفين! دعونا نصبح الماضي والحاضر والمستقبل الجديد."
يعمل المبدع أشرف بزناني على أنواع مختلفة من التصوير، مما هو مألوف كتصوير الطبيعة والبورتريه والتصوير المقرب، لكن اهتمامه يصب أكثر على التصوير المفاهيمي والتعبيري والسريالي الخارج عن المألوف والمتعارف عليه، ومن خلاله يمكن خلق صور تجمع بين النقيضين، الحقيقة والخيال بحيث تمتزجان وتتشكلان في قالب فني واحد يكون مدعاة للغرابة والتساؤل والدهشة. الخروج عن المألوف يضع الأعمال الفوتوغرافية في مراتب متقدمة ومميزة ويجعل منها صورا ناجحة من وجهة نظره.
استطاع الفنان أشرف بزناني أن يتميز داخل المغرب وخارجه وأن يترك أثرا فنيا بارزا لدى الأروقة وروادها، يقول "أود شخصيا أن أمنح الجمهور المغربي خاصة والعربي عامة فرصة تذوق هذا الفن التصويري الرائع الذي لم يعرف في العالم العربي إلا منذ حوالي عشر سنوات، موضحا من خلاله أن المصور صاحب رسالة يرغب بإيصالها عن طريق الصورة، بحيث أعمل وفق خطة لتنفيذ كل عمل بالطريقة التي تعطي الرسالة قوة ووضوحا. فقبل كل عمل أستحضر في ذهني مفهوما معينا وأبدأ بالتحضير لالتقاط الصورة التي تناسب هذا المفهوم، وهنا يعمل الخيال على تطوير الفكرة التي يمكن تنفيذها بمساعدة برامج خاصة. كما أن لكل صورة رسالة مرتبطة بها تؤثر في الفكر بشكل مباشر."
السريالية التصويرية من منظور أشرف بزناني هي الغرابة في تركيب الصورة، حيث تجعلها مميزة وجميلة ويجمع الكل على ذلك بالنظر لتفردها. وأضاف أن الجمال مرتبط بالغريزة والعاطفة، وما يراه جميلا لايراه غيره كذلك بالضرورة.
الغرائبية في الأعمال الفوتوغرافية لأشرف بزناني تحملنا لعوالم الخيال والأحلام والفانتازيا، وتسرح بتفكيرنا وتكبله لمحاولة فهم ما تخبؤه هذه الصور من مفاهيم ورسائل مشفرة.
نال الفوتوغرافي المغربي أشرف بزناني جوائز عالمية عديدة، حيث اختير كأفضل فنان في بارك آرت العالمي بألمانيا ووسام الاستحقاق في المعرض الدولي للفوتوغرافيا بأستراليا والجائزة الأولى لمسابقة مؤسسة بي تو زون السويسرية سنة 2015، وتوج بالجائزة الكبرى للأوركيدية الذهبية بجامعة نيويورك سنة 2016، ودرع كونست هيوت بمدينة ميونيخ الألمانية، وأحرز فضية مسابقة مئة مصور عربي سنة 2017، كما اختير ضمن أفضل مئة مصور في العالم سنة 2018 بالعاصمة الروسية موسكو.
عندما تشاهد إبداعات أشرف بزناني الخرافية قد تصدقها من الوهلة الأولى، قبل أن تكتشف أنك وقعت ضحية خدعة انطلت عليك، فهي أشبه بحكايات أليس في بلاد العجائب ومغامرات غاليفر، حيث تلتقي الحقيقة بالخيال.
معارض كثيرة وأروقة محترمة قدمت هذه الفوتوغرافيات المبتكرة لروادها وزوارها، فقد عرضت في رواق مؤسسة محمد السادس بالعاصمة المغربية الرباط، وبصالون الصورة الأفريقية بأبيدجان عاصمة ساحل العاج، وبمتحف اللوفر الفرنسي وآرت موك ونورد آرت الألمانيين، وفي معرض السريالية الدولية الآن بالبرتغال، وفي أروقة عديدة بالشيلي وأمريكا واليونان وإيطاليا والمجر والنمسا.
وصدر للفوتوغرافي أشرف بزناني كتاب جديد بعنوان "تاريخ السريالية" ينضاف لسلسلة إصداراته السابقة، عبر عدستي وداخل أحلامي، الكتاب الجديد يجيب فيه الفنان عن سؤال ما هي السريالية؟ هذا التوجه الفني والأدبي الذي حاول طويلا جعل الخيال حقيقة.