محمد جمال بن عياد
حدثتنا المصادر، أن قضية طلاق الشقاق والزواج والخطبة الشرعية عند آل "صوتكم فرصتنا لمواصلة الإصلاح" أضحى موضوع جدل عند عامة المواطنين، دارت حوله كثير من المناقشات والتفسيرات والتحليلات، حتى صار من الضروري أن يتم التوصل إلى استيعابه وفهمه. ولكن نتيجة للطبيعة المعقدة لقضية الخطبة والزواج والطلاق في الشريعة الإسلامية يتعين على علماء الدين من أهل الخبرة والسلطات المختصة دراسة الظواهر التي خرج على المواطنين بها المدعون الإصلاح ومحاربة الفساد دراسة مستفيضة.
ويقول متتبع أن هناك "الخلوة الدعوية" و"الخلوة البرلمانية" و"الخلوة الوزارية" و"الخلوة الشوبكية" و"الخلوة النقابية"...الخ، ولربما هناك في جهات وأقاليم المملكة أنواع أخرى من الخلوات.
وقد ظن أهل الخلوة أنهم يخدعون منتخبيهم والمتعاطفين معهم، وهم في الواقع يخدعون أنفسهم، ويسيئون إليها، لأنهم واقعون تحت سيطرة "اللهطة" و"الكبث"، الدين يقودانهم إلى الانزلاق في هاوية المذلة والعار.
وإنهم يشيحون بوجوههم عن المسؤولية والأمانة، ويبررون انزلاقاتهم بمبرِرات واهية، ويجعلون لها وجهاً مغايراً لحقيقتها بادعائهم الصلاح والإصلاح.
والإفساد صفة أقاموا عليها، وبدت على صفحات أعمالهم، ولكنهم لا يشعرون بها، لأن حسهم قد تعطل عن الوفاء بوعودهم وعهدهم لمنتخبيهم، ومهما اجتهدوا في إخفاء ادعاءاتهم الباطلة المزيفة بتغليفها بأحدث المصطلحات والمفاهيم، فإن حقيقتها انكشفت وعلم المواطنون جميعاً بأن مثل هؤلاء ليسوا بمصلحين ولا بصالحين.
والقاسم المشترك الذي يجمع بين مثل أصحاب هذه الخلوات هو دفعهم لإفراغ المكبوثات، وهم يجتمعون على ذلك لتحقيق نواياهم الفاسدة التي أبعدتهم عن طريق الإصلاح وأنستهم شعاراتهم التي رفعوها في الحملات الانتخابية.
لقد كشفت "نية المصوتين" أمر هؤلاء المراوغين، وتبين للناس أن في مراوغتهم إفسادا ونشرا للفتن وزرعا "للميوعة السياسية"، ولم يقفوا عند حد تجاهل منتخبيهم فحسب، بل تمادوا في جحودهم وادعوا بأنهم مصلحون، وتجاوزوا دائرة الكذب والمراوغة، إلى الادعاء بأنهم إنما يعملون من أجل صالح المجتمع ومنفعة الساكنة، فقد تعسر عليهم أن يشعروا بفساد أعمالهم، لاسيما وأن ميزان الصلاح والفساد، يتأرجح في نفوسهم، حيث يميل مع الأهواء الذاتية والمصالح الشخصية، بعيدا كل البعد عن الصالح العام.
ويقول أحد الصالحين :>>تهدف الشرائع السماوية إلى بناء مجتمع تسوده الثقة المتبادلة بين الناس، في كل الشؤون المادية منها والمعنوية، وعلى جميع المستويات، وبين مختلف الفئات والأجناس، فكل من خان الأمانة، أو تراجع عن التزاماته ووعوده بغية الوصول إلى منافع خاصة، أواستغل العواطف الدِينية من أجل تحقيق غايات رخيصة، فهو منبوذ من ملكوت الله، ممقوت من حضرته. فالوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، آية الدين البينة، ودليل التقوى، والخلق الحسن<<.
قال الله تعالى : "يُخادِعونَ الله والَّذين آمنوا وما يَخدَعون إلاَّ أنفُسَهُم وما يَشعُرون في قلوبهم مَرضٌ فزادَهُمُ الله مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يَكْذِبون وإذا قيلَ لهم لا تُفسدوا في الأرضِ قالوا إنَّما نحن مُصلِحون ." سورة البقرة.