عمر الشرقاوي
ثمة امتعاض شديد من الاعتداءات الأخلاقية والقانونية والبروتوكولية التي قام بها يتيم في شانزيليزيه، جزء كبير من الذين عبروا عن غضبهم من تصرفات وزير في الحكومة المغربية ورئيس سابق لحركة دعوية، ونائب أمين عام سابق للحزب الأول في البلد، ونائب رئيس سابق لمجلس النواب، ورئيس سابق للجنة الخارجية بالبرلمان المغربي. ليس من باب المؤامرة التي قد تكون حاضرة لدى خصومه، وليس من باب التشهير بالحياة الخاصة للمواطن يتيم التي تبقى واردة لدى البعض، وليس من أجل فرضية التلذذ بالقتل السياسي لشخصية عمومية التي لا يمكن استبعادها.
ما تعرض له يتيم، هو صرخة في وجه الادعاء بالتعالي الأخلاقي والطهرانية السلوكية التي يتذرع بها نجوم حزب العدالة والتنمية، والتي تسمح لهم بتوسيع شعاع الشرعية السياسية والامتداد التنظيمي، وكسب الأصوات الانتخابية والاختفاء خلف قشرة من السمو الزائف على الآخر، والادعاء في مواجهته سياسيا بتفرد أخلاقي وقيمي.
لذلك، فإن حفلة الجلد التي تعرض لها يتيم والتي يمكن أن يتعرض لها رموز “البيجيدي”، مردها إلى التوظيف الانتهازي من طرف يتيم لمنجم الشرعية الأخلاقي لإشباع رغبات شخصية. الكثير من الناس، وأنا واحد منهم، قالوا ليتيم لا يمكن أن تدعوا إلى الأخلاق والتدين في السياسة، والزهد في الممارسة العامة، بينما تنتهكونه في حياتكم حتى لو كانت شخصية، لا يمكن أن تكون داعية في السياسة وفي نفس الآن محرضا لسوء الأخلاق العامة في معاملاتك وعلاقاتك الاجتماعية.
لا يمكن أن تربح بالأخلاق في السياسة وتحاول أن تكسب بدون أخلاق في المعاملات الاجتماعية، هذا كل ما في الأمر أيها السادة على الأقل بالنسبة لكاتب هاته السطور.