هشام التواتي
يقول تعالى في كتابه العزيز :" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.
كم كانت فرحة عدد لابأس به من المغاربة حينما تبوأت العدالة والتنمية المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية.
وأخيرا صعد المؤمنون، المتقون الورعون اللي مكيطيحوش الفرض ومكيزكلوش الفجر. سيترأس الحكومة الذين يغضون البصر ويطلقون اللحي، سيتولى تسيير الشأن العام أولئك الذين لايصافحون النساء ويصومون الإثنين والخميس.
وافرحتاه. وافرحتاه. غتزيان الدنيا وغيولي العدل واللي ماخدامش غيخدم ‘اللي خدام غيتزوهر و"الفساد" غيطلع برا. والتعليم غيوعار والاقتصاد غيزدهر والموظفون سيتم إنصافهم والمعطلون سيشغلون وترد لهم كرامتهم. وسيوقف الريع وسيصلح القضاء وغينفتح الإعلام ويولي مستقل ومؤثر...خلاصة القول غنوليو دولة متقدمة في خمسة أيام
تم تعيين بنكيران رئيسا للحكومة. أول حاجة دارها. وجه ضرباته الصاروخية نحو أضعف حلقة. ضرب بعرض الحائط التزامات الدولة واستمراريتها عبر التنكر لمحضر معطلي يوليوز. استشهد زيدون ومات حلم الآلاف من رفاق ورفيقات زيدون في ضمان لقمة العيش الكريم. تغولت الحكومة واستعرضت عضلاتها على أبناء الشعب من الفقراء والمستضعفين، فحرمهم من صندوق المقاصة فارتفع سعر البنزين درهمين دفعة واحدة بعد تحرير قطاع المحروقات. فارتفع ثمن كل شيء. فازداد الأغنياء والمحظوظون غنى وانحدر الفقراء والطبقة المتوسطة إلى الدرك الأسفل. فعمت الهشاشة أغلب مكونات الشعب المغربي. حتى الموظفون لم يسلموا من الأذى. فصودر حقهم في الترقية بالشهادة وحرموا من متابعة الدراسة وتم تعنيفهم بشكل غير مسبوق وقمعت الأستاذات الأمهات منهن والحوامل وحوكم العشرات بأحكام متفاوتة في عهد وزير العدل السابق وحقوق الإنسان الحالي الرميد... وضاع تقاعد الموظفين وارتفع الحصول عليه بثلاث سنوات وانتقصت نسبة التعويض بنصف نقطة وعوض آخر أجر تم احتساب متوسط أجر آخر ثماني سنوات. وضاع التوظيف في الوظيفة العمومية وحلت معه الكونطرا وأغرقت العدالة والتنمية وباقي مكونات الأغلبية البلاد في الديون، وتحول البرلمان إلى سيرك مفتوح. فعم اليأس والقنوط. وتحول هذا الحزب من منقذ إلى جمرة خبيثة نفثت سمها في هذا الشعب. فما بين الخطاب الايديولوجي وممارسة قيادييه على أرض الواقع برزخ لايبغيان. وعوض أجرأة وعوده الإنتخابية على أرض الواقع اجتهد قياديو الحزب في تحسين معيشتهم وتوظيف أقاربهم وتكديس الامتيازات الريعية التي طالما نددوا بها أثناء تموقعهم في المعارضة. وفي لحظة مفصلية سقط القناع، وانفجرت الشهوات فطغى الليبيدو وقتل العقل. وانطلق مسلسل الحب والغرام ليطيح بوزيرين في الحكومة في شباكه وانتصر "الشيطان على الملاكين" فأطاح بكوبل حركة التوحيد والإصلاح ليقطع البحر والحدود في اتجاه فرنسا فحمل قياديا نقابيا سابقا ووزيرا ربانيا حاليا على الغدر بمن ساندته أيام الزهد والتقشف وقلة اليد ليستمع لنبض القلب والجوارح مع من تصغره بسنوات ضوئية."بصحتو حياتو هاديك"
آش درتو لهاد الشعب؟ التعليم ضرب بابه الله. والصحة الشافي الله. و الخدمة الرزاق الله. والقضاء والعدل كاين الله.
لقد أفقدتم الأمل لشباب المغرب. لقد قتلتم فيه حب الوطن. اللي قرا وولى دماغ هرب حيث الفرص أوسع واللي ماعندو والو فضل ياكلو الحوت ويتلاح فالبحر باش يهرب من تسيير وتدبير عشوائي يفقر الفقير ويغني الغني. حيث اللي سرق كيزيد يسرق واللي كلى كيزيد ياكل فلا محاسبة ولاهم يحزنون. الأحزاب؟ أين الأحزاب؟ النقابات؟ مشتتة ومبلقنة وهجرها المناضلون. الحكومة؟ يتصارعون فيما بينهم للظفر بالمزيد من الإمتيازات. والشعب؟ وصلات فيه للعظم.
إسقاط الحكومة. حل البرلمان. إصلاح التعليم والصحة والقضاء. استقلالية الإعلام. ربط المسؤولية بالمحاسبة. واللي كلى شي حاجة يحطها.