تعيد التصريحات البئيسة، للمدافعين عن الغزوات الجنسية للمتهم توفيق بوعشرين، إلى الأذهان قصص المعاناة والتعذيب التي حكتها المشتكيات أمام المحكمة وفي محاضر الشرطة القضائية، والدموع تنهمر من أعينهن، وينظرن إلى المتهم نظرة الجلاد المتوحش الذي سقط في قفص العدالة، ويذكرن بوعشرين بالكنبة والمكتب.
فهذا الريسوني، الذي شكك في كل شيء، ونسج معطيات من وحي خياله، وصفها بالمتاهة، فجمع حوله مرتزقة حقوق الإنسان، وصار يبعثر أموال عائلة بوعشرين، ويتوسط لهم مع تجار النضال، الذين لا يعرفون للأخلاق سبيلا، ولن يجلبوا لبوعشرين، غير تأكيد التهم المنسوبة إليه.
فالريسوني قلم مأجور يدافع عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ويدافع عن أتباعهم ومن يدور في فلكهم، ويمجد حلفاءهم، ويصورهم في حلة الملائكة، ويشرعن خطاياهم، بل يعتبرها جزءا من الشرائع الدينية.. وهم الذين يعتبرون نساء القوم من السبايا التي أحلت لهم.. والدين براء من هذا!
وهرطقة زيان، التي تثير السخرية في بعض الأحيان، وتستفز المشاعر في أحيان كثيرة، فهو الذي يطلق العنان للسانه، ويهين ويهاجم المشتكيات، ويتلفظ بكلمات تخدش الحياء، ووصل إلى حد التخطيط لعرقلة المحاكمة، والتأثير على سيرها.
فكأني بالريسوني وزيان ولجنة تزوير الحقيقة وغيرهم، يمسكن الضحايا من شعورهن، ويجرون أجسادهن إلى كنبة مكتب بوعشرين، لاغتصابهن من جديد، والتنكيل بهن وتعذيبهن والجلوس على بطنهن، وممارسة الأفعال الشاذة القذرة الذي ظهرت في أشرطة الغزوات الجنسية البوعشرينية.
وكأني بالضحايا يصرخن ويتألمن من جراء استفزازات، تجار حقوق الإنسان.. فلا ندري هل بوعشرين هو الإنسان الوحيد في هذ الكون ومن حقه اغتصاب جميع النساء كيفما شاء؟! أليس للمشتكيات اللائي كسرن حجاب الصمت الذي فرضه عليهن المتهم حق إنساني يضمن لهن محاكمة جلادهن؟!
كواليس اليوم.