سعيد نافع
الذي شاهد الخرجة الجديدة للمحامي زيان حول تقرير الخبرة التقنية للدرك الملكي في فيديوهات ناشر أخبار اليوم بوعشرين، المتابع بتهم الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب واستدراج أشخاص للممارسة البغاء بينهم امرأة حامل، يخرج باستنتاجين لا يقل أحدهما خطورة عن الآخر. فإما أن زيان لا يعرف قراءة تقارير الخبرة التقنية المجراة على الفيديوهات ويخلط الخبرة التقنية المجراة على فيديوهات بوعشرين بفيديوهات مفبركة استشهدت بها الخبرة لتأكيد فعالية اللوغاريتمات المستعملة في تحديد أصلية أشرطة المشتبه به، أو أن رغبة التدليس وتزوير الحقائق مهما بلغت درجة وضوحها، مازالت تعتمل في زيان ومن خلاله كل الجسم الذي اختار أن يدافع عن المتهم، ولو أظهرت هذه الخبرة كل الحقيقة في هذا الملف.
في بداية الفيديو الذي تبلغ مدته 11 دقيقة، قرر زيان الدخول في موضوع الغلط والتدليس مباشرة، مدعيا أن الخبرة أكدت في ملحقها أن الفيديوهات طالتها الفبركة مستشهدا بما ورد في الصفحة 62 من هذه الخبرة، حيث جاء فيها أن ‘‘ اللوغاريتم CORR مكن من كشف حقلين مختلفين ( 1 و 2 ) في الفيدو موضوع التحليل وهو ما يدل على حدوث تغيير موضعي على شكل مونتاج. كما كشف نفس اللوغاريتم وجود أثرين على شكل مستطيلين موضوعان مكان نظام التوقيت ( التاريخ والساعة) ورقم الكاميرا وهو ما يدل على أن المستطيلين لا ينتميان للفيديو الأصلي ‘‘
غير أن استنتاج المحامي زيان يسقط عند معاينة ملحق تقرير الخبرة بصورة مضحكة ومثيرة للتساؤلات حول طبيعة هذا الدفاع الذي يرضى بأن يسوق كل الأكاذيب الممكنة دفاعا عن المتهم حتى لو كان التقرير يقول غير ذلك بالمرة.
الأمر يتعلق بأمثلة لتحاليل أقامتها الخبرة التقنية على فيديوهات مفبركة أصلا، حتى تبين للعدالة كيف يمكن اللوغاريتم المذكور من كشف الفبركة بطريقة علمية لا لبس فيها. فالصفحة 62 من ملحق التقرير التي يستدل بها زيان، يعمل بوضوح عنوان «أمثلة لتحاليل المصادقة بواسطة برنامج أرغو لفيديوهات مفبركة»، وعليه فقد أدرجت هذه الخبرة الموازية حتى تبين الخبرة للقضاء، صدق ودقة البرنامج التي أجرتها على فيديويهات بوعشرين، والتي توجد في الجواب الثالث على الأسئلة الأربعة التي طلب منها الإجابة عليها في صفحة 61 من التقرير، حيث جاء فيها بوضوح: «مكنت نتائج مختلف التحليلات للمضمون البصري والصوتي للفيديوهات الموجودة في القرص الصلب الخارجي SEAGATE من استخلاص أنه لم يطلها أي تحريف أو تعديل أو تغيير تقني من أي نوع كان ( انظر التفاصيل التقنية في الفقرة 3.4 من الصفحة 55 إلى الصفحة 58 ).
أن يكون زيان قد فقد نظارتيه في تصحيح النظر قبل الاطلاع على عنوان الملحق في تقرير خبرة الدرك الملكي بشكل جعله لا يراه، قد يعطيه بعد العذر فيما خرج به، لكن أن يكون قد أساء لخبرة تقنية وعلمية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، وقرر الصعود إلى الجبل لتزييف حقيقة صار المغاربة كلهم اليوم متأكدين منها، فهي زلة لا تغتفر من محامي من المفروض أن يكون دافعه الأول للتحرك أمام القانون هو البحث عن العدالة.. فقط.