*عبد المجيد مومر الزيراوي
يصعب على الإنسان العاقل الواعي أن يقتنع بأن الإعتماد على قنينات الجعة و النبيذ الأحمر يستطيع إستنبات مواقف المعارضة الشجاعة و الإقدام الفكري ، مع إستنباط التحليل السياسي السليم القادر على إفراز الحلول و البدائل الكفيلة بضمان التغيير الإيجابي المنشود لمصلحة الجماهير الشعبية و خدمة لقضاياها الوطنية العادلة.
غير أن ما أثار إنتباهي في عشاء ضْرِيبْ الطَّاسَة بلاَ قُرطَاسَة ، يَتَلَخَّصُ في أنَّ الرُّوجْ وَ البِيرَّة إنعدمت منافعهما الصحية عند نَاسْ السَّكْرَة العدميَّة . و أعتقد أن عدد السجائر التي دَخَّنَهَا البُلْهُ الحاضرون لمأدبة عشاء الأغبياء يثبت حجم الإرتباك و الضغط النفسي الذي عانى منه خبراء الحرية الجدد و مرتزقة حقوق الإنسان خدام المخططات التخريبية الخارجية.
و لكي لا نسقط في سَفَاسِفْ " التْمَكْرِيه السياسوي " ، فلا مناص من طرح السؤال التالي : هل يكفي أن ينطق لسان الرُّوجْ و البِيرَّة عن هوى العدميَّة لكي يُحَقِّقَ الشعب تطلعاته المشروعة من إحقاق الديمقراطية و التنمية ؟!
لا أعتقد صحة ذلك ؛ ليس لأن العيب في الرُّوجْ والبِيرَّة بل هو العيب واضح مكشوف فيما يعبر عنه لا وعي عقول رْبَاعَةْ السْكَيْرِيَّة البُلْهُ الذين تاهوا حد الثمالة في نقاشاتهم دون حمولة علمية أو معرفية ذات قيمة مضافة تستطيع التعبير بوطنية حقيقية و حرية مسؤولة و تسعى لخدمة القضايا الحقيقية للشعب المغربي .
إننا فعلا أمام أجندة غير بريئة تحاول إستغلال حساسية الظرفية الراهنة قصد خلق البلبلة السياسوية و تسفيه كل شيء دون تقديم حلول و أجوبة عميقة و دقيقة ، و هكذا يجد الشباب المغربي نفسه محاصرًا بين نزعة ظلامية خرافية تستغل الدين للوصول إلى ممارسة السلطة و بين نَغْزَة شهوانية تلبس لبوس الدفاع عن حقوق الإنسان قصد إلحاق الأذى بوحدة الوطن المغربي . و الرابط المشترك بين دُعاتها و مُرتزِقَتِها يتجسد في عدم إمتلاك مشاريع سياسية ذات أسس ثقافية حقيقة أو بدائل اقتصادية ذات أبعاد تنموية تعتمد لغة الأرقام و الإجراءات الواضحة.
إن جبهة العدميَّة الجديدة التي يقودها سكارى النغزة الشهوانية المسترزقون بحقوق الإنسان عبر خلط الأوراق و تضليل الرأي العام ، هذه الجبهة تحاول الإقتيات على فشل المنظومة الحزبية في تنزيل مكتسبات التعاقد الدستوري و التجديد و استقطاب الشباب . و ذاك ما جعل المشهد السياسي يتيح الفرص تلو الأخرى لرموز التدمير القيمي و أعداء الوحدة الترابية الوطنية ، نتيجة طغيان العبث السياسي الذي دق آخر مساميره في نعش المنظومة الحزبية ، و الذي يعطينا إشارات واضحة على نوع المنعرج الخطير الذي يهدد أمن الوطن القومي .
إن الوقائع الملموسة التي تفضحها التحركات المشبوهة لخدام مخططات التفكيك الخارجية تستوجب من الجميع رفع مستوى اليقظة و الحذر الشديد عبر التحلي بالمزيد من المسؤولية و الإلتزام ، و التخلي عن الفردانية الأنانية من خلال التعاطي مع الشأن العام بقيم الوطنية الجادة أولا و أخيرا، لمواجهة مرتزقة جبهة العدميَّة التي تسعى إلى إشعال لهيب صراع غير معلوم العواقب هدفه التأثير على مسار قضية الوحدة الترابية و تهديد السلم المجتمعي.
فلابد من مواجهة الأوضاع بحزم و عزم عبر استنهاض قِيَم المواطنة المسؤولة التي تجعل من الشباب قوة باعثة للأمل، قوة مدافعة عن استكمال البناء الديمقراطي الدستوري و ترسيخ الشعور بالكرامة و تشكيل صمام أمان للوطن الواحد المُوَحَّد .
و بِلُغَة النقاش الهادف و الحوار العقلاني الذي يُعاكِس جبهة العدمية و الانحطاط التي تهدد الوطن و المواطنات و المواطنين ، نؤكد للجميع أنه لا يمكننا - اليوم - الوقوف بموقف المتفرج أمام لعبة تقمص و تبادل أدوار خطيرة على مسار الممارسة الديمقراطية الدستورية السليمة ، لأن إحقاق مشروع الإصلاح التنموي لا يمكن أن يتم تطويره من خلال تنظيم عشاء البُلْهِ الذين يتعمدون إستفزاز العقل الشعبي بنقاشات تضليلية ماجنة بل عقيمة ، نقاشات تغلب عليها مظاهر النُهَيْلِيَة الهَدَّامَة و تملأ زوايا غُرْفَتِها قهقهات صوتية تنهل من قواميس " بوهيميَّة الحيوان " و تحاول تقمص شخصيات تواجه جبهة أعداء هلامية.
فلا محيد لنا جميعا عن ضرورة تجديد ميكانزمات و آليات العقلانية الواعية التي تضمن لنا شروط القدرة على إحتواء تراكمات الماضي و الحاضر لربح معارك المستقبل ، و التَّصَدِّي لأخطار البُلْهِ المُقَلِّدِين المُتَطَاوِلين المُتَرَبِّصين بالوحدة الترابية للوطن المغربي ، الذين يحاولون تمييع و تسفيه المطالب السياسية الدستورية الجادة التي تدافع عنها التيارات الشابة الصاعدة و المنبثقة من رحم الشعب المغربي و المعبرة عن قضاياه و مطالبه الحقيقية و في مُقدمتها ربح معركة الوحدة الترابية و استكمال البناء الديمقراطي و التنموي .
و لعل رْبَاعَةْ عشاء السْكَيْرِيَّة البُلُه تعلم جيدا أن ثقافة ولاد الشعب تجعل من الرُّوجْ و البِّيرَّة وسيلتان للبحث عن المتعة و الترفيه أو " النَّشَاطْ " ، و بالتالي فإننا لسنا بحاجة إلى الإستقواء بالخمر و لا بالمنظمات الأجنبية لطرح أفكارنا السياسية التي لطالما عبرنا عن مضامينها بكل شجاعة طبيعية و عقلانية واعية و مسؤولة .
# الله يعفو
*رئيس الإختيار الحداثي الشعبي