عوض أن يناقشوا ماقالته نبيلة منيب عن العدل والإحسان، وعن التسلط الديكتاتوري الموجود في جينات الجماعة، وعن الطريقة المستبدة التي تتعامل بها مع الفرقاء الآخرين، ذهب ذاهبون للبحث في في ثنايا زعيمة اليسار الاشتراكي الموحد عن الذباب، وعن النحل، وعن الكمشة، وعن الشواري، وعن بقية التفاهات المشابهة..
وعوض أن يفهموا أن الكثير من المرفوع من الشعارات في الشارع، يخالف التطبيق الفعلي والحقيقي داخل الجماعة إياها التي تعد نموذجا سيئا للتعامل مع المختلفين بشتى أنواعهم حد التحريض عليهم وتكفيرهم ، وحد اللجوء إلى ممارسة العنف عليهم في الغزوات الجامعية وماشابه، ذهب عشاق الركمجة السياسوية إلى البحث في تفاصيل منيب عن كلمة يصطادون من خلالها هفوة لها أو يتصيدون عبرها زلة تكفيهم شر مواجهة الواقع مثلما هو.
الواقع يقول، لأننا نفضل عدم الانجرار وراء التفاهات، أن العدل والإحسان لا تؤمن لا بمطالب اجتماعية للحسيمة ولا لغير الحسيمة. هي جماعة ظلامية لديها تصور معين للحياة، وتريد شيئا واحدا ومحددا في هذا البلد الأمين استعصى ويستعصي وسيستعصي عليها مادام فوق أرض المغرب مغاربة. وهي لأجل الوصول إلى ذلك الهدف الخرافي وتلك الرؤية الحالمة، وتلك القومة الخيالية تستعين بماتعتبره حطب الطريق، ولا يهمها أن تستعمل محسن فكري يوما، وجرادة يوما ثانيا ومعتقلي الحسيمة يوما ثالثا، والمقاطعة يوما رابعا لكن الهدف إياها يظل ثابتا لا يتزحزح.
قد لاتعبر عنه بصريح العبارة، لأن الخوف أو التقية أو النفاق أو الله أعلم ماذا يمنعها، لكنها تعلنه من خلال عديد الأشياء التي يلتقطها بسهولة من لديه بصر وعقل سليمان.
يبقى الآن السؤال الموجه للفضلاء الديمقراطيين أو لمن يعتبرون أنفسهم فضلاء وديمقراطيين في الآن ذاته: ماموقفكم دام عزكم من الجماعة إياها ومن شعاراتها الحقيقية ومن مرئيات الخرافة التي توزعها بين أتباعها منذ الرسالة الأولى وحتى الآن؟
تسلحوا بقليل الشجاعة وأجيبوا، فالجرأة ليست تدوينة في الفيسبوك ولا حتي تغريدة في تويتر. الجرأة اختيار واضح وأداء الثمن جراء ذلك الاختيار أيها السادة الأفاضل…