نشر الكاتب عبد الحق سرحان مقالا يروج له في شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “كن راجل” يحث فيه المغاربة بالتحلي بالرجولية والشجاعة لفرض الكرامة والحرية والديمقراطية والمساواة والانعتاق و و و…
وخصص عبد الحق سرحان في الأخير فقرة للدفاع عن المرأة وحقوقها وسموها باعتبارها الأم والأخت والبنت والزوجة. إلى هنا لا يمكن إلا أن نهنئ عبد الحق سرحان على هذه المواقف المبدئية رغم أنه لم يأتنا بجديد في هذا المجال واكتفى بعرض ما هو متفق عليه منذ الاستقلال.
لكن لدينا ملاحظتين فقط نود معرفة موقف الكاتب بشأنهما. الأولى تتعلق بالحديث عن المرأة في آخر المقال وليس في بدايته، ما قد يُفهم أن قضية المرأة لا تشكل أولويات “نضال” سرحان وأن التطرق لها جاء من باب “الموضة” أكثر من القناعة.
أما الثانية فتتعلق بالضحايا المفترضات للصحافي توفيق بوعشرين اللواتي لم ينطق سرحان بشأنهن ولو بكلمة واحدة، ولم يعلن عن موقف صريح. إن اسماء الحلاوي التي روت قصة اغتصابها وهي حامل، وخلود الجابري وسارة المرس ووداد ملحاف وأخريات هُن أيضا أمهات وأخوات وبنات وزوجات. فلماذا لم يعلن سرحان تضامنه الصريح معهن وقفز عن هذه القضية واكتفى بالتذكير بمبادئ كونية معروفة أصبحت تدرس في أقسام الابتدائي؟
إيوا كن راجل أ السي سرحان وعبر عن موقفك!
الحقيقة التي لا يستطيع إخفاءها عبد الحق سرحان هي أن مقاله كان مبرمجا وتوقيت نشره كذلك مبرمجا، حيث يدخل في إطار حملة يشارك فيها صهره مولاي هشام وجهات أخرى كلما اقتربنا من يوم 30 يوليوز، الذي هو مناسبة الاحتفال بعيد العرش.
لقد بدأت سمفونية التشويش على ذكرى تربع الملك محمد السادس على العرش بمقال نشرته مؤخرا جريدة “لوموند” وتلته قصاصات وكالة “فرانس بريس” ثم قناة “فرانس 24” وجريدة “العربي” التي تمولها دويلة قطر، وهاهو عبد الحق سرحان يؤدي دوره في انتظار أن يعزف آخرون مقاطعهم من السمفونية السنوية ليضربوا لنا موعدا في السنة القادمة.
القافلة تمر، وكل عام وأنتم بخير!