لـمّا كان إعلامُ [الطّبالة] والتّضليل، يهلّل ويشيد بزيارة مبعوث [ترامب] لبلادنا، لحضور مؤتمر حول مكافحة الإرهاب في [إفريقيا] التي يهتم بها [ترامب] كثيرا، ويحرص على أمنها، وسلامتها، إلى درجة أنه رفض المشاركة في مؤتمر [كوب 22] الخاص بالمناخ الذي يهدّد القارةَ السمراء، ويحدِث فيها فيضانات مدمِّرة؛ بل إنّ الرئيس الأمريكي، رفض كافة التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمرُ، ولم يعترف بها بتاتا.. هذا [الترامب] الذي يهلّل لمبعوثه الكذّاب في إعلام الكذّابين، والمضلّلين، والمستحْمرين للمواطن، رفض حتى أن ينظّمَ كأسُ العالم في بلد إفريقي اسمه [المغرب]، وتحالف من أجل ذلك مع دولتين غاضبتين، من سياسته، وهما [كندا والمكسيك]، فصوّتت جلُّ الدول ضد [المغرب] في [الفيفا]، وكان الخاسران هما الشعب وخزينة الأمّة؛ وصدق الشاعرُ حين قال: [يا ويْحَ بيْت المال ماذا يلقى]؛ فقد فازت [أمريكا وحلفاؤُها] في التصويت، كما فاز الكذّابون الذين تولّوا ملفَّ ترشيح [المغرب]، وقد اغتنوا، وعادوا سالمين غانمين، حاملين معهم للمواطنين مصيبة الهزيمة، ثم مصائب شعب عند هؤلاء المكَرة فوائدُ، وقد استفادوا ثم استزادوا عند خروج فريقنا من الدور الأول في منافسات كأس العالم في [روسيا]، وهي كلها إخفاقات تبدو طبيعية في عهد حزب [البيجدي]، ومعه أحزابُ الذل، والهوان، والضّعة..
أقول في الوقت الذي كان فيه مبعوث [ترامب] يكذب على السُّذج، وسائر المغفّلين في حكومة [العثماني]، وكانوا يحْتفون بزيارته، ويمسحون على (كابَّته) كعادتهم، كانت وزارة الخارجية الأمريكية تعدّ تقريرًا حالكَ السّواد عن المغرب، وبعْد رحيل المبعوث الأمريكي عن بلادنا، وزّعتْ وزارةُ الخارجية الأمريكية تقريرها الأسود على عدد من الصحف الكبرى، وتناقلت مضامينَه عدّة وسائل الإعلام، وأشار الأمريكان لنا بإشارة يسمّيها الفرنسيون [Un pied de nez] وهو فتْح اليد، ووضْعُ الإبهام على رأس الأنف، ومع ترقيص بقية الأصابع. لقد جاء في التقرير أنّ [المغرب] بلد المتاجرة بالبشر، وموطن الدّعارة، ومصدّرها إلى بلدان أخرى، ومقصد كثير من [البيدوفيل]، إلى جانب استغلال القاصرات والقاصرين جنسيًا، وحيثما رحلتَ في أرجاء العالم، إلاّ وصادفتَ فتيات مغربيات يمارسن الدعارة، وقد أعطى التقريرُ أسماء عدة بلدان كأمثلة؛ يحْدث هذا، ويقال هذا، و[العثماني] يتبنّد بربطة العنق، ويتأنّق، ويضحك أمام الكاميرا، وهي تظهِرُه مجتمِعًا بمقرّ الحكومة، وكأنّه فعلاً رئيسُ حكومة، وما هو برئيس للحكومة ولكنْ شبّهَ لنا، تحيط به زمرةُ ذئابٍ، لا همّ لها، غيْر البحث عمّا تفترسه وتلك طبيعتُها..
لكنْ؛ هل ما جاء في هذا التقرير، هو مجرد كذِب وبهتان؟ لماذا لم تذكُرْه التلفزةُ الكذّابة، ولم تستضِفْ [طبّالة] لتحليله، والتعليق عليه كعادتهم عندما يتعلّق الأمرُ بأمور تافهة، كالتراث مثلا؛ وتراثهم هو [العيْطة، وگناوة، وعيساوة، وهدّاوة]، وقسْ على ذلك؛ وليس تراث [ابن رشد؛ وأبوالقاسم الزّهراوي؛ وجابر بن حيّان؛ والبيْروني؛ وابن النفيس؛ وعُمر الجَبْر] وآخرين، وآخرين، أبدًا لا يُذكَرون، ولا يناقَشون، في عصر بؤس الثقافة، وجمود العقل، وتراجُع الفكر، وانحدار القيم، وطغيان ثقافة الجنس، وشيوع رياضة الفراش، وانتشار أحكام الغرائز الحيوانية، وهلمّ جرا؟ وللتدليل على صحة ما جاء في هذا التقرير الذي يديننا، ويشهِّر بنا، ثمّ [الحقّ ما شهدتْ به الأعداء]، يكفي أن أذكِّر بجريمة حدثتْ منذ أقلّ من شهر، وهي جريمة لم تحدثْ حتى في العصور الهمجية؛ جريمة اهتزّ لها عرشُ الرّحمان عزّ وجلّ، ولعنتْه الملائكةُ، وتبرّأتْ من أمّة يحدُث فيها مثلُ هذا.. هذه الجريمة البشعة، تتمثّل في رجل أربعيني، مغربي، يعتبر مسلمًا، ومواطنًا، وله أسرة، ونسب، وحقوق، يغتصب طفلةً لا يتعدى عمرُها خمس سنوات، تصوّر! خمس سنوات! فهل هذا يعتبر إنسانًا؟ هل يعتبر حيوانًا؟ كيف بالله عليك ستصنِّفه؟ لو حدث هذا مثلاً في أمريكا المناكر؛ لاسْتأجَر الأبُ قاتلاً بأجرة، يعني [Tueur à gages]، ولأخرجَ القاتلُ صورةَ الطفلة، وأراها للمغتصب، ثم يقول له [ضحيتُكَ تُقرِئُكَ السلام.] ثمّ يطْلق عليه النار ما بيْن العينين، ويأخذ له صورةً كدليل يعطيه لأب الطفلة؛ أمّا عندنا، فسيتمتّع المجرم بمحاكمة؛ ويتمّ إخفاءُ وجهِه على الشاشة تقديرًا له، واحترامًا لكرامته، ثمّ يلتحق بسجن ليأكل، ويشرب من أموال أمّة اغتصبها ثمّ يخرج من السجن سالـمًا، غانمًا، بصحّة جيدة، تدافع عنه منظماتُ الهدم..