تساءل بعض المتتبعين عما تخفيه حركة العدل والإحسان من مناورة من خلال قيامها بالانتقال إلى الحسيمة ولقاءها مع عائلة ناصر الزفزافي، القائد الرئيسي لما يسمى حراك الريف والمحكوم عليه بـ20 سنة؟ وما علاقة تلك الزيارة بالمسيرة المزمع تنظيمها يوم 15 من الشهر الجاري بالرباط ؟ وهل تسعى الجماعة إلى قيادة مسيرة الرباط؟
هكذا تناسلت الأسئلة إذن في شأن موقف الجماعة الغامض. هذا وقد تحركت الآن بعد ما كانت قد عبرت سابقا عن رفضها المشاركة في مسيرة الدار البيضاء التي خرجت كمبادرة يسارية مدنية ذات طابع تطوعي، فماهي أهداف الجماعة من مسيرة الرباط المرتقبة إذا لم تكن هي نفس أهداف مسيرة الدار البيضاء الرامية إلى المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من نشطاء الريف والحسيمة؟
أليس في الأمر مزايدة جديدة لتيارات الإسلام السياسي ومحاولة الركوب على الأحداث كعادتها ؟
ارتباطا بذلك، أكد بعض الفاعلين السياسيين أن تخلف تيارات الإسلام السياسي عن المشاركة في مسيرة العاصمة الاقتصادية تثبت خضوعها للدائرة السياسية للعدل والإحسان التي تشكل القيادة الفعلية للإسلام السياسي، بعدما دعت هذه الأخيرة إلى مقاطعة المسيرة سواء كانت هذه القيادة داخل المؤسسات السياسية المنتخبة والمنبثقة عن الانتخابات أو من هم في المجال الدعوي في المجالس العلمية أو في جمعيات تربوية/إنسانية. وكما دعت إلى مقاطعة مسيرة الدار البيضاء تحث الجماعة تياراتها الموالية والمتعاطفة للمشاركة في مسيرة الرباط في موعد لن يخل من مفاجآت.