عبد المجيد مومر الزيراوي
هذا نداء تيار ولاد الشعب الواقف بصمود و ثبات فوق عتبة النضال الحداثي التقدُّمي المتضامن المُؤَسَّس على مفاهيم المعرفة ، الحرية و الكرامة و التشبت بأحكام الدستور و احترام القانون باعتباره أسمى تعبير عن إرادة المواطنات و المواطنين.
ولأننا سائرون على درب النضال القانوني الصادق من أجل حقوقنا الشرعية و المشروعة فيجب أن لا نذنب بإقتراف أعمال خاطئة أو الركوب على مآسي الناس ، لن نروي تَعَطُّشَنا للحرية و الكرامة و الديمقراطية بالشرب من كأس الحقد و الكراهية و تسفيه مبدأ سمو القانون .
يجب أن نصنع نضالنا دائما بحكمة راقية و وعي و تبصُّر، يجب أن لا نسمح بِتَقَهْقُر غضَبِنا الخلاَّق إلى جاهلية العنف و سلوك الانتقام السياسي ، بل يجب السمو نحو مقام إلتقاء القوة النضالية مع النبل الانساني الأخلاقي.
فلا يجب التفريط في تراكمات نضال اليسار الوطني الحقيقي الذي ينشد مجتمع المساواة و المواطنة الدستورية ، مجتمع الحداثة و الديمقراطية الذي يصنعه شباب متعدد المعرفة و الثقافة.
إن نداء أولاد الشعب يطالب فلول اليسار الفوقي اللاشعبي بضرورة تحمل المسؤولية في احترام القانون و التربية على المواطنة ، لأن مفهوم العمل السياسي القانوني هو القمين بأن يضمن لجميع بنات و أبناء الشعب المغربي ثروات المعرفة، الحرية ، الكرامة و تحقيق مطالب الجماهير الشعبية المُسْتَضْعَفة و الولوج للحقوق الدستورية .
لذا نُذَكر تنظيمات اليسار الفوقي اللاشعبي بالضرورة الملحة التي تستوجب مواكبة الزمن الدستوري المُتقدم لأننا لسنا من هواة مسيرات الابتزاز الغادِر و مظاهرات الإسترزاق الجبان .
إننا و غالبية الشباب المغربي – بمختلف تلويناته - في حاجة إلى حلول عقلانية قانونية تنطلق من مطالبنا وشعاراتنا وإمكانياتنا، وتهدف إلى إحقاق التنمية المتوازنة و العدالة الاجتماعية و المجالية في ظل سيادة دولة الحق و القانون والمواطنة الحَقَّة عبر الانطلاق من معطيات الواقع. مع جعل الصراع السياسي صراع بدائل مُنْتِجَة و ليس صراع مزايدات ذاتية لِفُلول نُخْبَوِية شعبوية تحاول تحريف مسار النضال الشبابي نحو تصفية حسابات شخصية بئيسة بين مركبات مصلحاتية غارقة في خطابات التضليل ، العدمية و الرجعية .
فاستمرار قيادات اليسار الفوقي اللاشعبي - التي امتهن جزء كبير منها الشعبوية المُدمرة كأسلوب للممارسة الحزبية - يقود الوطن المغربي نحو الأسوأ. لأنها قيادات جعلت من العمل السياسي وسيلة لإلهاء المخيال الشعبي على مقياس درجة غير مسبوقة من الانحطاط القيمي و المعرفي.
و منه فإننا داخل تيار ولاد الشعب ندعو كافة الشباب الوطني إلى مقاطعة المشاركة في المسيرة التضليلية المشبوهة التي تقودها فيدرالية اليسار اللاديمقراطي ضد المؤسسات الدستورية الوطنية بعد صدور منطوق الأحكام الابتدائية في ما يعرف بأحداث إقليم الحسيمة .
ختاما ، نؤكد على أن تحديات المرحلة تقتضي فضح المزايدات الاسترزاقية لفيدرالية اليسار الرجعي و خطاباتها الشعبوية التي تُلْقى من أعلى المنصات الافتراضية، فالواجب الوطني يفرض علينا جعل المعارضة البناءة قاطرة الإلتزام الشعبي من أجل مشروع تنموي عقلاني متنور ، مشروع تشاركي بديل يُقوي الأمل في المستقبل مثلما يُقوي دولة المؤسسات لتُصبحَ أكثر فاعلية و فعالية.
دستور – حرية – حداثة شعبية
عن تيار ولاد الشعب