خلّف نداء قيل إنه قد وُقّع من طرف “شخصيات وازنة” موجة سخط عارمة، وأثار ضجة وسط الحقل الحقوقي والإعلامي وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو المغاربة إلى تعليق حملة المقاطعة ضد شركة “سنطرال دانون” دون ذكر باقي المنتجات التي نجح المغاربة في مقاطعتها طيلة الأربعة أشهر الماضية.
وارتباطا بالموضوع، علم “برلمان.كوم” أن بعض “وليدات فرنسا” بالمغرب، هم من يقفوا وراء إصدار هذا النداء، ويتعلق الأمر هنا بكل من رجل الأعمال كريم التازي و “المناضل الجمعوي” فؤاد عبد المومني، وذكرت مصادر الموقع أن سبب إقدام هذان الشخصان على هذه الخطوة يعود بالأساس إلى ارتباط مصالحهما الاقتصادية ب”ماماهوم” فرنسا.
واستغرب مراقبون إصرار كريم التازي ومعه فؤاد المومني على إصدار نداء تعليق مقاطعة “سنطرال” حصريا دون أن يتطرق النداء لباقي المنتجات الأخرى التي شملتها الحملة، و هي شركات وطنية و ليست أجنبية، خصوصا المياه المعدنية لـ”سيدي علي” ومحروقات شركة “أفريقيا غاز”، وتساءلوا حول خلفيات اختيار هذا التوقيت بالضبط الذي تزامن مع “تجاوب” المدير العام للشركة، الذي حل بالمغرب، مع مطالب المقاطعين، في الوقت الذي سخِر فيه كثيرون من هذه المبادرة التي اعتبروها “مشبوهة” لدرجة تهّكم فيها البعض، بالتأكيد على أن جواز السفر الفرنسي الذي يحمله كريم التازي هو من حرك مشاعر التعاطف مع الشركة الفرنسية في قلبه، والذي هو في الأصل مع “ماماه” فرنسا للدفاع عن مصالحها الاقتصادية.
“وليدات فرنسا” الذين عودونا دائما على مثل هذه الخرجات للدفاع عن المصالح الفرنسية، غالبا ما يؤمنون ويعملون بشعار ” القلب مع فرنسا واليد في جيوب المغاربة”، وإلا ما معنى أن يدافعوا عن شركة “سنطرال دانون” الفرنسية بكل الطرق الممكنة لفك طوق المقاطعة عن منتجاتها، في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن الخسائر التي تكبدتها الشركات الوطنية.
فهل أصيب “وليدات فرنسا” بالعمى وصاروا لا يخجلون من السقوط في فخ الإنتقائية الذي أسقط الأقنعة عن وجودهم، وفضح انتصارهم للشركات الأجنبية على حساب الشركات الوطنية؟ أم أن هؤلاء لا يهمهم إلا قضاء مصالحهم ولو اقتضى الأمر اللجوء إلى إصدار نداء مفضوح النوايا أقل ما يمكن وصفه به أنه ضحك على ذقون المغاربة؟
هذه مجرد ملاحظة و ليست دفاعا عن صاحبة مياه “سيدي علي” و لا تعاطفا مع مالك “إفريقيا”.