لجأ المتهم توفيق بوعشرين إلى تخوين أصدقائه الذين رفضوا التورط في فضائحه الجنسية، والدفاع عنه بعد الاستماع إلى شهادات المشتكيات، مطالبا إياهم بالتدخل للضغط على عمل القضاة، وهو أمر غير ممكن بعد أن أصبحت محاكمته محط اهتمام الرأي العام، الذي تعاطف كثيرا مع الروايات المؤلمة للمشتكيات.
ووجه بوعشرين سهام التخوين والبكاء، من خلال تدوينة في صفحته الرسمية، ونسبت له، إلى عبد الإله بنكيران الذي رفض التدخل في قضيته، حيث قال: " زعماء أحزاب طالما دافعنا عن حقهم في التعبير والتمثيل والمعارضة والحكم.. لم يجرؤوا حتى على كتابة بيان يدعون فيه إلى توفير شروط المحاكمة العادلة لصحافي طالما كان في مرمى المدفعية كما أخبره أكثر من مرة هؤلاء الجبناء وليس غيرهم".
والطامة الكبرى، أن بوعشرين قصف صديق دراسته حسن طارق، بعد رفضه الدخول في سيناريو بوعشرين للهروب من جرائمه، والمبني على نظرية المؤامرة، بعد إن ادعى ان حسن طارق أخبره بيوم اعتقاله قبل أسبوع، وأخبره بالتهمة، وهي الشهادة التي رفض حسن طارق أن يدلي بها إلى المحكمة.
وهنا يطرح سؤال عريض، كيف يمكن لحسن طارق أن يعرف معلومة كهذه، إذا افترضنا أن هناك مؤامر؟! وهو ما يؤكد أن بوعشرين أراد تغيير مسار محاكمته، بالكذب والبهتان، وجر أصدقائه إلى لعب أدوار الكومبارس وهو ما رفضه حسن طارق.
إن من يعرف مسار حسن طارق وبوعشرين في كلية الحقوق أكدال، وصداقتهما في السلك الثالث، يدرك أن طارق كان كظل بوعشرين الذي لا يفارقه، ولم يرفض له طلب، وكان ينتظر منه أن ينخرط في السيناريو البوعشريني دون قيد، إلا أن ضمير الرجل أقوى من احتقار المشتكيات والقضاء، ولعب دور كومبارس سيجره إلى المهالك، علما أنها مسرحية مكشوفة، يرسمها أشباه المناضلين للهروب من جرائمهم الخطيرة.