بمناسبة الزيارات التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد هورست كوهلر للمنطقة والتي تشمل الجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف والمغرب وإسبانيا فإننا نقرأ مثلا في وكالة الأنباء الجزائرية الخبر التالي : " أكد رئيس الوفد المفاوض الصحراوي خطري أدوه اليوم الثلاثاء ( 26يونيو 2018 ) بالشهيد الحافظ بمخيمات اللاجئين الصحراويين أن جبهة البوليساريو تدعم مساعي السيد هورست كوهلر وتدعم مساعي الأمم المتحدة الرامية إلى إقرار حل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال."
وأتحدى حكام الجزائر والانفصاليين من البوليساريو أن يكون هناك قرارٌ واحدٌ من جميع قرارات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة عموما منذ بدء هذا النزاع المفتعل والذي دام 43 سنة ، قلت أتحداهم أن يذكروا لي قرارا واحدا نجد فيه كلمة " الاستقلال " ، فكلها تقف عند تعبير " تقرير المصير " فقط لا غير أما كلمة الاستقلال فهو زيادة وافتراء جزائري انفصالي محض للضغط على الأمم المتحدة والمغرب في إطار المزايدات الرخيصة ...
هل تَـمَسُّكُ حكام الجزائر والبوليساريو بتعبير" استقلال الصحراء" يخدم حل المعضلة ؟
كم رددنا وكم صرخنا من أجل إفهام بعض الناس الذين لا يفقهون في تعقيدات معضلة الصحراء الغربية المغربية وقلنا بصريح العبارة وأبسطها : " إن إخراج الجيش المغربي من الصحراء الغربية المغربية هو ضرب من الخيال المريض ، وهذيان الحمقى ومجانين مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية والعصبية في بنعكنون والرابوني ، والترويج لذلك يدخل في باب الأكاذيب والتخاريف والمزايدات الرخيصة ويدل على حالة الهلوسة الصادرة عن مواسير الصرف الصحي الإعلامية لحكام الجزائر و مرتزقة البوليساريو من أجل تنويم الشعب الجزائري لاستمرار نهب خيراته ، وكذلك لذر الرماد في عيون من تبقى من مساجين مخيمات العار بتندوف على قِـلَّـتِهِمْ "
وكلما تحرك الأمين العام أو مبعوثه في الصحراء إلا وتحركت معها آلات الدعاية التي عفا عنها الزمان وانقرضت مع انهيار جدار برلين ، لكن التمسك بأساليبها لا يدل إلا على أن من يحكم الشعب الجزائري لا يزال يحكمه بأسلوب حكام الاتحاد السوفياتي المقبور ، وفي ذلك خير دليل على أن الشعب الجزائري عليه أن يدرك طبيعة حكامه ، وإن حكام الجزائر وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا وأنغولا تعتبر من حثالات قاع الكأس النجسة الباقية من مخلفات النظام الشمولي البائد الذي هيمن على عدة دول في شرق أوروربا كانت تسمى بالاتحاد السوفياتي ، تلك الدول المذكورة ومنها الجزائر لا تزال تسبح في قاذورات الشيوعية المنبوذة والمكروهة حتى من الشعوب التي تتمتع بالحرية المطلقة التي تجاوزت الخطوط الحمراء للحرية و للحضارة البشرية ( مثل زواج المثليين ) ، فهذه الدول المذكورة ومنها الجزائر تعيش ليس في برج عاجي بل في حفرة مظلمة لم تستطع ولن تستطيع الخروج منها لأنها مصابة بعمى البصيرة ، ولم تنتج في حياتها – كدول - نُخَباً مُثقفةً تستطيع التأثير في عموم الشعب ولأنها سقطت في حفرة تدور فيها وتتلذذ بتعذيب شعوبها ، إذن لا يزال حكام الجزائر يعيشون في تلك الحفرة المظلمة التي يدورون في قاعها متلذذين بتعديب الشعب الجزائري وإطالة فترة النهب واللصوصية بنشر مثل هذه الأكاذيب والخرافات ( القوة الإقيمية – يابان إفريقيا – استقلال الصحراء الغربية ..الخ الخ ) وطالما تردد كراكيز حكام الجزائر مع مرتزقة البوليساريو " تقرير المصير والاستقلال " فإنهم أولا لا يفهمون منطوق قرارات مجلس الأمن التي تقف عند تعبير " تقرير المصير " ولم تذكر ولن تذكر مفردة " الاستقلال " لأن القائمين على صياغة تلك التقارير أو القرارات يعرفون أنهم يشتغلون تحت البند السادس للأمم المتحدة ، بينما تخاريف حكام الجزائر والبوليساريو يتعسفون على تفسير تلك القرارات حسب أمزجتهم ويحشرون لفظ " الاستقلال " كذبا وبهتانا ويوهمون المغفلين أن الأمم المتحدة تشتغل على ملف الصحراء المغربية تحت البند السابع للأمم المتحدة الذي يلزم المغرب بالخروج من الصحراء المغربية !!!!... لكن على من تجوز هذه التخاريف ؟ فهل تجوز على الشعب الجزائري وهو المهموم بضمان قطعة خبز وحبة بطاطا وكيس من غبرة الحليب ولا يهتم بهذه القضية لأنه يعتبرها صراعا بين النظامين الجزائري والمغربي ؟..
إن تمسك حثالة البوليساريو الباقية في مخيمات الذل بتندوف مع مواسير الصرف الصحي لكراكيز حكام الجزائر ، إن تمسكهم بكلمة " الاستقلال " يدل على أن الطرفين ( البوليساريو وحكام الجزائر ) لا يرغبان مطلقا في حل هذا المشكل رغم أن القرار الأخير لمجلس الأمن 2414 أوصى بالتعامل مع قضية الصحراء " بالواقعية وروح التوافق " وهي التي أوصى بها بيتر فان والسوم عام 2008 بعد أن استنتج أن قيام دويلة في المنطقة يعتبر من المستحيلات وأن الأمر يقتضي البحث عن حل سياسي واقعي توافقي ...
إن الذي لا يتطور فكريا فإنه يتخلف بدرجات ودرجات ، فإن كان تعبير " الواقعية وروح التوافق " قد ضربت به كل من الجزائر الرسمية والبوليساريو عرض الحائط فهذا يعني أنهم جميعا قد توقفت عقارب ساعتهم عند 2008 ، ومن توقف عند 2008 فهذا مؤشر قوي جدا على أنه تَخَلَّفَ عن تطور العالم بأكثر من قرن من الزمان عن 2018 ،لأن كل عشر سنوات من التوقف الفكري تساوي قرنا من عمر التطور البشري ، لذلك فإن فئة تتحدث لغة 2018 وهي لغة القرن الواحد والعشرين لن تتواصل معها أبدا فئةٌ لاتزال تعيش في القرن العشرين الذي انقرض هو وأهله ، ومن الصُّدَفِ ( وأنا أكتب هذا المقال سمعت خبر إقالة عبد الغاني هامل من على رأس المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري لكن المصيبة أن خلفه المسمى مصطفى لهبيري شيخ كبير جدا ولد عام 1939 ، أي إن صلاحياته الافتراضية قد انتهت لأنه يبلغ من العمر 80 سنة فكيف ستتقدم الجزائر وهي لا تزال تُحْكَمُ من طرف عتاة الشيوخ المصابين بكافة الأمراض العقلية والعصبية وأقلها الزهايمر والفالج والنقرس وغيرها من أمراض الشيخوخة بالإضافة إلى ترديد أسطوانات القرون الماضية المشروخة والتي لا يحفظون سواها ولهم في رئيسهم خير مثال ) ...
إن التواصل بين كهول مغاربة أو شباب مغربي يمسكون بملف الصحراء المغربية مع شيوخ مثل مصطفى لهبيري و قايد صالح مثلا يعتبر التواصل بين الطرفين من أحاديث الصم الذين لن يتواصلوا أبدا فأولئك يتحدثون لغة القرن 21 وهؤلاء لا يزالون يدورون في حفرة القرن 20 المقبور ، فلن يتفاهم الطرفان أبدا ، هذا بالإضافة لصفات الصلف والعنجهية وتربية المواخير ودور الدعارة الفاخرة التي يتميز بها كراكيز حكام الجزائر ، ولن يعرف ملف الصحراء تزحزحا من مكانه ، فطالما ليس هناك توازنا ولا تكافؤا فكريا بين طرفي النزاع الأساسيين وهما حكام الجزائر والمغرب فسيبقى الحال على ما هو عليه لأن من يفكر بأساليب الدسائس والمكائد والمؤامرات من الذين يتمسكون بظل الفريسة أو الطريدة كما قال نور الدين بوكروح أي كراكيز حكام الجزائر ، لن يكون في راحة مثله مثل الطرف الآخر وهو المغرب قد فاز بالطريدة وحسم الأمر على الأرض عسكريا ، وما تم حسمه عسكريا لايمكن التفريط فيه أبدا وبالقطع ، وعليه فلن تحل الأكاذيب والتخاريف معضلة الصحراء بترديد تعابير مثل " تقرير المصير والاستقلال "..
شيوخ الجزائر يدبرون ملف الصحراء بنفس أساليب الشيطنة التي يحكمون بها الشعب الجزائري
مرت 56 سنة على استقلال الجزائر المفترى عليه ، ولايزال الشعب الجزائري يعاني من كل أصناف التعنت التي يدبر بها نظام الحكم الشمولي في الجزائر شؤون 40 مليون جزائري مقهور مسلوب الإرادة والحرية على جميع الأصعدة ، تدبير شؤون الجزائريين بأساليب الكذب والتخاريف التي فضحها الزمن مع انهيار أسعار الغاز والنفط وتعرت عورة حكام الجزائر أمام العالم الذي كان يعتقد أن شعب الجزائر يعيش في رفاهية لأن دولته من الدول الغنية في حين أنه شعب مغبون لا فرق بينه وبين شعوب مالي والنيجر والصومال ، والدليل أن شباب الجزائر يوجدون مع ( الحراكة أفارقة جنوب الساحل والصحراء ) في نفس قوارب الموت ، والسبب هو أساليب الشيطنة والتخريف ونشر الرعب والترعيب وإلهاء الشعب بقضية مفتلعة هي قضية الصحراء لتبرير خطر العدو الخارجي وهو المغرب لضبط عناصر ومكونات خطط اللصوصية لسرقة أموال الشعب الجزائري وتهريبها إلى الخارج ، فكما يدبر حكام الجزائر الشؤون العامة للشعب الجزائري المعتدى عليه بالقمع وسرقة خيراته كذلك وبنفس الأسلوب يدبرون ملف الصحراء بالتمسك بأساليب الشيطنة وتدبير الدسائس والمؤامرات لما بقي من فتات في مخيمات الذل بتندوف ، وعدم الرغبة الدائمة في حل هذه المعضلة التي دامت 43 سنة .
ولا ينجو ممثل الأمين العام السيد كوهلر من حبائل الدسائس والمؤامرات التي سقط فيها سابقه روس و بان كي مون ، لكن وللحقيقة والتاريخ فإن روس كان على استعداد للانخراط ومشاركة حكام الجزائر في تدبير الدسائس والمؤامرات على الشعب الجزائري قبل ساكنة مخيمات الذل بتندوف ، لأن حكام الجزائر أطلقوا يد كريستوفر روس في خزينة أموال الشعب الجزائري الذي ظهرت فوائدها في إسقاطه لبان كي مون الغبي أولا عندما زار بئر لحلو انطلاقا من مخيمات تندوف وثانيا عندما انحنى لخرقة البوليساريو النَّجِسَةِ في بئر لحلو وكأنه يعترف بكيان وهمي اسمه جمهورية صحراء الضباع الخبيثة ، وتَوَّجَ بان كيمون غباءه وجهله بملف الصحراء حينما قال " المغرب يحتل الصحراء " وهو الغبي الفاغر فاه مثل بوتفليقة الحاكم غير الشرعي للجزائر منذ أن فقد أهليته الصحية ... لكن بان كيمون ندم ندما شديدا على فعلته حينما ظهرت قوة المغرب القانونية بطرد المكون المدني للمينورسو ولم يحرك مجلس الأمن ساكنا لأن أعضاءه فكروا وقدروا وأدركوا أن بان كي مون أخطأ التقدير ولم يسبق لأي أمين عام للأمم المتحدة ولا لقرارات مجلس الأمن منذ بداية النزاع أن ذكروا اعتبار المغرب محتلا للصحراء أبدا ... وهذا ما يدركه أو لا يدركه أغبياء حكام الجزائر ومع ذلك دفعوا الثمن لروس ومحيطه لفبركة أشواط تلك الزيارة الماكرة لبئر لحلو وما نتج عنها من فقاعات لم تؤثر على جوهر القضية والدليل عودة الأمور إلى ما قبل بان كي مون و كريستوفر روس مع الأمين العام الجديد غوتيريس ، لكن مع الأسف ضاعت أموالنا هباءا منثورا..
الأمين العام الجديد السيد غوتيريس يضرب مخطط روس وحكام الجزائر في الصفر
لاشك أن القرار الأخير لمجلس الأمن 2414 قد قَـلَبَ كل ما كان يعيش عليه حكام الجزائر ومرتزقة البوليساريو من أكاذيب وأوهام عاشوها مع روس فتبخرت في عهد غوتيريس ، وكان أول تدخل لغوتيريس - قبل صدور القرار 2414 هو الأمر شديد اللهجة الذي أصدره للبوليساريو والجنرالات المتحرشين بالمغرب أن ينسحبوا فورا من الكركرات ، ولم ينسحبوا حتى جاءت الأوامر مباشرة لجنرالات الجزائر المرابطين في المنطقة ، وأكبر دليل على الانسجام بين الأمين العام الجديد والمملكة المغربية هو أن المغرب حينما خرج إلى شرق الجدار الأمني أولا لتطهير المنطقة من عصابات المتاجرة بالبشر والسلاح والمخدرات لدرجة أن تلك الطريق التي طولها حوالي 5 كلم بين المغرب وموريتانيا كانت تسمى " قندهار" ، ثانيا كان خروج المغرب لتلك المنطقة من أجل تعبيد تلك الطريق بعد تطهيرها ، وحينما احتج البوليساريو على ذلك معتبرين المغرب قد خرق وقف إطلاق النار ، سارع غوتيريس لإصدار أوامره للجانبين معا بالانسحاب الفوري من المنطقة ، فاستجاب المغرب فورا وبسرعة ودون تردد وعادت قواته وآلاته بسرعة إلى غرب الجدار الأمني ، لكن تهور وعنجهية البوليساريو ومن ورائهم كابرانات فرانسا الحاكمين في الجزائر تعنتوا وشعروا بالهزيمة والدونية والإهانة والاحتقار فرفضوا الرضوخ لأوامر غوتيريس وظنوا أن زمن بان كي مون وروس لا يزال مستمرا لكن الأمين العام الجديد استعمل قنواته الفعالة لردع كابرانات الجزائر الذين أمروا بيادقهم بالانسحاب فانسحبوا وتورطوا بأكاذيبهم مع ما بقي من مساجين مخيمات تندوف وهو ما عبَّرَ عنه أحد الكُتَّاب الانفصاليين في مقال بعنوان " النصر الكاذب يحقق هزيمة مؤكدة "، وسنرى تقرير الأمين العام الجديد في نهاية أكتوبر 2018 لنحكم هل فعلا تغيرت الأمور مع غوتيريس أم لا ، خاصة وأن البوليساريو ومن ورائها كابرانات الجزائر قد عادوا مرة أخرى وبطريقة سافرة هذه المرة ليس في الكركرات ولكن في بئر لحلو وتيفارتي بالخصوص احتفالاتهم بتفاريتي بما يسمى الذكرى 45 لاندلاع الكفاح المسلح يوم 20 ماي 2018 باستعراضات عسكرية مستفزة للجيش المغربي الذي أبدى كثيرا من ضبط النفس ، قلنا سنرى تقرير الأمين العام الجديد في نهاية أكتوبر 2018 لنحكم هل فعلا تغيرت الأمور مع غوتيريس أم لازالت دار لقمان على حالها ... لكن كثيرا من الملاحظين يؤكدون على أن القرار 2414 يحث جميع الأطراف ويؤكد عليهم أن يحرصوا على عدم تغيير الوضع القائم وخصوصا في الشريط العازل ، فماذا يقرر غوتيريس في هذا الشأن الخطير؟ فالمغرب ينتظر القرار الرسمي ليبدأ التحرك بعد ذلك ...
عود على بدء :
لماذا يحرص حكام الجزائر وبيادق البوليساريو على توهيم الشعب الجزائري وكذلك على ما تبقى من بقايا الصحراويين المساجين في مخيمات الذل بتندوف بأن هدف الاستقلال حتمي بل وقريب جدا من التحقق ؟ فمادامت الأمم المتحدة تعتبر الأمر نزاعا بين طرفين كل له وجهة نظر مخالفة للآخر وتحتاج إلى تقريب وجهات النظر بالتفاوض ، وطالما أن مجلس الأمن يكرر ويعيد في كل قراراته أن حل هذه المعضلة لا يخرج عن البحث عن حل سياسي متوافق عليه ، فلماذا يتمسك كراكيز الحاكمين في الجزائر ومعها مرتزقة البوليساريو بوهم اسمه " استقلال الصحراء " ، إنه الحمق والعبث والجنون والترويج للأكاذيب المفضوحة ، فلو كان المغرب محتلا وكانت الصحراء الغربية المغربية بلدا ذا سيادة معترف بها في الأمم المتحدة لصدرت عن مجلس الأمن قرارات فورية تطالبه بالخروج ، و سيتعامل مجلس الأمن مع المغرب حسب البند السابع والعمل على طرد المغرب من الصحراء بالقوة كما فعل مجلس الأمن مع العراق الذي احتل الكويت يوم 2 غشت عام 1990 ولم يدم هذا الاحتلال أكثر من 07 أشهر فقط حيث تم إخراج الجيش العراقي في 26 فبراير 1991 ، أما المغرب فلا يزال في صحرائه ليس 07 أشهر بل 43 سنة أي 516 شهرا وليس 07 أشهر ، وللعقلاء عقول يميزون بها الفروق بين الحالات وخصائصها أما الحمقى والمجانين فقد رُفِعَ عنهم القلم ، فلو كان المغرب يحتل الصحراء الغربية المغربية لما انتظر مجلس الأمن 516 شهرا وهو يستمع لخزعبلات حكام الجزائر والبوليساريو التي يكررونها ويعيدون تكرارها بلا ملل ، أما أعضاء مجلس الأمن فهم قد حفظوا كلام هؤلاء الحمقى والمجانين وهم يسايرونهم لأن هذه الدول الخمس الكبرى تعرف أن مصالحها في استمرار افتعال هذه النزاعات وتعمل هي كذلك على إطالة أمدها ، والضحية الأولى بالنسبة للجزائر هو الشعب الجزائري والضحية الثانية هي البقايا من شيوخ ونساء وأطفال الصحراويين المساجين في مخيمات الذل بتندوف ، أما المغرب فهو راضٍ بوضعية الحالة في الصحراء المسترجعة من الاستعمار الإسباني في إطار استكمال وحدته الترابية وخاصة أن المواطنين الصحراويين الذين لم يغادروا الساقية الحمراء ووادي الذهب منهم من اغتنى ومنهم من يعيش عيشة راضية مرضية ، فهل يتصور عاقل أن يتخلى هؤلاء الصحراويون عن وضعيتهم ومعيشتهم هذه بسهولة ، وهي الحالة التي فيها اختلطت على البوليساريو كل أوراقه فظل كالبهيم الذي يطوف في دائرة مغلقة يطحن الهواء ويحارب طواحينه ... أما المواطنون المغاربة في أقاليم الصحراء الغربية المغربية فيضحكون من أعماقهم حينما يسمعون أو يقرأون عبارة " تقرير المصير والاستقلال " ويعتبرون ذلك دونه خرط القتاد ...
فالخلاصة إذن هي : طالما تربط البوليساريو تقرير المصير " بالاستقلال " فإنها تسبح في الخيال ....
فماذا أنت فاعل أيها الشعب الجزائري ؟
سمير كرم