*عبد المجيد مومر الزيراوي
" ومن جملة الجماهير الشعبية، هناك الشباب بصفة خاصة، الذي لا يهمه الماضي، ونضال الماضي، وإنما يهمه واقعه ومستقبله الذي يراه مظلما. والشباب بطبيعته، كان أميا أو مثقفا، يرفض التعقيد والغموض والإلتواء، ويطمح إلى الوضوح وإلى فكرة شاملة ومنسجمة، فكرة لا تبرر الواقع والإخفاق، وإنما تعبر عن الواقع، وعن الحلول الضرورية من أجل تغييره ". الشهيد عمر بنجلون
قال شيخنا غير الوقور إبن السعيد آيت إيدير و يَا لَيْتَه صمت عن الهرطقة التخريفية ..
قال شيخنا قوله السخيف و ظهر معدن المُتَياسِر الشعبوي الذي يسيئ لوطنه ..
قال شيخنا غير الوقور أنه يتضامن و يحتج و لا يَحْترِم ..
قال قوله و لم يستغفر ، ثم أعلن رفضه للوساطة الحزبية في قضية معتقلي أحداث الحسيمة ..
و حيث أن الشيء بالشيء يذكر وجب تذكير " شيخ الشيوخ " إبن السعيد آيت يدير بضرورة إضافة الساعة القانونية عند الحديث عن الزمن السياسي الراهن ، فكيف لِدُكَّان سياسوي صغير أن يتحول إلى فاعل ضامن للإستقرار ؟! .. بل متى كان اليسار الفوقي اللاشعبي يحمل همَّ الوطن و استقراره ؟!
مهلاً .. مهلاً
يُقال أن من شَبَّ على شيء شَابَ عليه ، و ذاك ما يجعل شيخنا غير الوقور يستمر مخلصًا لأيديولوجية التحريض و الابتزاز ، وفيًّا لصناعة الأوهام و الاسترزاق ، قائمًا بالكذب و الافتراء ..
هذا طَبْعُه !!! .. و لأن الطبع يغلب على التطبع ، فإن زعيم اليسار الفوقي اللاشعبي يعتقد أنه من حق كل " القوى الحيَّة " التي يَهُمُّهَا تطور المسلسل الديمقراطي بالمملكة، مواجهة هذا التردي الذي نسير إليه...
فهل تناسى شيخنا غير الوقور أنه و حزبه جزء من الخلايا الميِّتة التي لا تملك للحياة سبيلاً إلاَّ بالركوب السياسوي على مآسي الناس و دفع الشباب إلى حافة الهلاك الأيديولوجي و الإحتجاج التخريبي ؟!.
هكذا قال " شيخ الشيوخ " إبن السعيد أنَّه قلق مع جميع الأطراف السياسية والوطنية التي يهمها مستقبل بلادنا والحفاظ على استقرارها، و أنهم يُشكِّلون " فريقا حقيقيا" يخلق الثقة ما بين المواطن والمسؤولين، في مواجهة فريق آخر يحمل فكرة أن الأجهزة الأمنية هي التي ستحمي النظام.
و نحن كفريق ولاد الشعب نقول للزعيم اللاوطني : أن مُرتزقة الأحزاب الشائِخة الفاقدة للديمقراطية لا تملك إلا خطاب تقسيم الوطن إلى معسكرين ، و لا تعلم عن الممارسة السياسية النبيلة إلا دوغمائية التضليل كدليل ملموس على استمرار هذه الدكاكين السياسية في رعاية الجمود المعرفي و التطرف السياسوي .
قال شيخنا غير الوقور خطابه السياسوي الركيك و هو يسعى إلى إحباط الطاقات الشابة و جعلها رهينة لصراعات ماضي التضليل و العدمية ، و التي ينبغي من فريق ولاد الشعب مُحاصرتها بعزيمة الواثق من ملامسة انتصار الحاضر للمستقبل .
فالعقليات المُتَيَاسِرة الرجعية تفضح فظاعة عجز اليسار الفوقي اللاشعبي عن رفع التحديات الحقيقية التي يواجهها الشباب المغربي ، وإفراز البديل التقدمي عبر تجاوُز فعل التيئيس وتحفيز بواعث الأمل في نجاح التجربة الديمقراطية المغربية.
هذا رد شباب تيار " أولاد الشعب " ، جوابٌ تلخيصه اعتراف بأن ماضي اليسار دَرْسٌ وعبرة و أن المُحَرِّضِين المُسْترْزِقين أسقطتهم الإرادة الشعبية ، ثم أن تجدد الفكر اليساري المغربي يفرض وثبة ثقافية بل إرادة عقل يساري جديد يحارب الجمود بالإبداع و يدفع اليأس بالأمل ،إرادة جيل جديد له ما يكفي من القناعة و الاقتناع بأن الغد المشرق يصنعه الشباب اليساري الحداثي الوطني المُجَدِّد المساهم و المبادر .
لا سيما وأن الارتقاء بالعمل الحزبي نحو ديمقراطية سليمة لن يتم إلا بالإنسان المُواطِن ولمصلحة الإنسان المواطن. لأن الدور المنوط بالأحزاب داخل هرم العملية الديمقراطية يتجسد في خلق وتوفير فضاءات حرة ومسؤولة للتبادل والتأطير والالتزام ، فضاءات تسعى جاهدة لتجميع المواطنين والمواطنات وتدبير الاختلافات والتناقضات وإفراز التصورات والمشاريع السياسية ذات الارتباط القوي بالإنتظارات الوطنية الكبرى ، و التي تتجسد في ثلاثة محاور شاملة : التأويل الحداثي للدستور ، الجهوية المتضامنة و العدالة الاجتماعية.
الحداثة الشعبية هي الحل
*رئيس تيار ولاد الشعب