اختار توفيق بوعشرين مؤسس جريدة “أخبار اليوم” توجيه رسالة لابنه رضا في عيد ميلاده السابع، عبر فيها بحسرة عن ألم الغياب الاضطراري عن مشاركته الإحتفاء بهذه المناسبة، وتأسف عن عدم تقديم هدية عيد الميلاد الذي اعتاد أن يهديها إياه كل سنة.
لن نجادل في حق بوعشرين أو أحد المقربين منه في نشر رسالته ليطلع عليها العموم، حتى وإن كان المقصود منها ضغضغة مشاعر المواطنين واستذرار عطفهم وتضامنهم معه في مأزقه، ولن نجادل أيضا في حق ادعائه للبراءة وإنكار التهم المنسوبة إليه والتي يحاكم بموجبها أمام هيئة المحكمة.
وأمام هذه الحالة الإنسانية التي لا يمكن للمرء إلا أن يتضامن فيها مع الطفل رضا، وأن يحس بمدى مشاعر حنينه لرؤية والده والتمتع بحنانه وعطفه الأبوي، مثل ما ينبغي التعاطف والتضامن مع آلاف الأطفال الذين يعانون من غياب آبائهم القابعين خلف القضبان الحديدية للسجون. نتساءل لماذا لم يتعفف الرجل ولم تستهويه فتنة الأجساد الأنثوية التي لا تفتن إلا ضعاف النفوس، فلو فعل خيرا في نفسه ومع ضحاياه لما سقط في المحظور ووقع له ما وقع، خصوصا وأن هتك الأعراض والتمادي في إذلال نسوة ما خطر ببالهن يوما أن يجبرن على مقايضة الجنس بالعمل إلى حد الإستعباد، لا يمكن أن يظل طي الكتمان، فسنة الله في الأرض أن الظلم يكشف مرتكبه ولو بعد حين.
ويبقى السؤال الأهم الذي قد يطرحه عليه كذلك كل من تأثر بمشاعر رسالته “المؤثرة” هو لماذا لم يحرص على ضبط نفسه ، ويستحضر صورة طفله في اللحظة أو اللحظات التي كان يمارس فيها الجنس على إحدى المشتكيات ويلامس بطنها وهي حامل بجنين يتهيأ للخروج من مشيمة رحمها ليعانق نور الحياة خارج ظلمته.
ربما أحس الجنين بالغبن والحقارة، وهو يستشعر لمسات أصابع مشغل أمه تارة ويتألم تارة أخرى من شدة الضغط عل بطنها في ممارسة جنسية كاملة. ولو قدر لهذا الجنين أن يرى بعينيه ما كان يقترفه بوعشرين في حق أمه الحبلى به لفضل أن لا يخرج إلى عالم تعيش فيه وحوش بشرية، لا يهمها سوى إشباع نزواتها ولو بالدوس على كرامة الآخرين.
ويبقى السؤال الذي لا مفر منه: لماذا تعمد توفيق بوعشرين تعميم رسالة عائلية كان من المفروض أن تبقى شأنا داخليا؟