محمد البودالي
منذ عدة أسابيع، قادت كتائب إلكترونية مختلطة حملة عشواء من أجل تحريض المواطنين على مُقاطعة مهرجان "موازين".
هذه الكتائب المختلطة، ونقصد الاختلاط هنا بتحالف افتراضي بين كتائب العدالة والتنمية والنهج الديمقراطي واليسار الراديكالي وجماعة العدل والإحسان وكذا جماعات ومنظمات وجهات خارجية مشبوهة، إضافة إلى أفراد لا يعقلون شيئا، ويسهل اقتيادهم من طرف مثل هذه الرؤوس المحركة، والتي كانت لها مخططات إستراتيجية منذ انطلاق حملة المقاطعة.
هذه الكتائب المختلطة، مشكلة من عدة تيارات، أبرزها تلك الموالية لأحزاب وجماعات، أدمنت التشويش على المسار الإصلاحي بالمملكة، والإساءة إلى صورة المؤسسات ودولة الانفتاح والحريات. واليوم، تركب على مطالب اجتماعية محضة، لكي تؤجج الاحتقان في وسط الشعب، تحت مسمى "المقاطعة".
هذه الكتائب المشبوهة التي تعشش منذ أيام في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهويات مستعارة، تسعى إلى قيادة البلاد نحو الدمار الاقتصادي، بعد فشلها طبعا، في ضرب المغرب، من الواجهة الأمنية، وعجزها عن اختراقه، بفضل السياسة الرشيدة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله، وحنكة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للبلاد.
أمام الإرهاصات التي بدأت تشير إلى أن حملة التهييج والتحريض على مقاطعة مهرجان "موازين" لن تؤتي أكلها، وأن المهرجان سيشهد نجاحا في سنة 2018 يضاهي نجاحات السنوات الماضية، وبعد إدراكها بأن الحملات الفايسبوكية ضد المهرجان لن تنفع في شيء مع عشاق الطرب والموسيقى العالمية، لجأت رؤوس الفتنة، متخفية من وراء حواسيبها، إلى أسلوب جديد في التحريض على المهرجان، وهو أسلوب الإشاعة..
وأي إشاعة؟
لقد بدأ خفافيش الحقد والظلام في نشر ومشاركة تدوينات وتعليقات، مفادها أن خلية إرهابية ستحضر إلى مهرجان موازين، وأنها ستقوم بتفجير عبوات ناسفة وسط الجماهير، وهو الأمر الذي يعتبر نبأ زائفا من شأنه إثارة الرعب والفزع بين الناس، ويقع تحت طائلة القوانين الجاري بها العمل.