في كل يوم من أيام منافسات كأس العالم، وكلما جلس العرب أمام الشاشات لمتابعة المباريات، إلا وتذكروا الخيانة التي قادتها السعودية والإمارات، وقيادة حملة ضد تنظيم المغرب لكأس العالم 2026، لتعلن بذلك خسارتها لحليف دافع عن مملكة الحرمين الشريفين في مختلف المحطات العالمية التي هددت أمنها القومي.
جبَّت الخيانة السعودية الإمارتية ما كان من مواقف عربية وعلاقات ود وصداقة، والدفاع عن المصالح المشتركة، لتحول العلاقات إلى منطق التخوين والتآمر والمناورة والحذر، والضرب تحت الحزام، كلما سمحت الفرصة بذلك.
لقد خسرت السعودية والإمارات حليفا استراتيجيا لها في شمال إفريقيا، والذي أصبح يشكل صمام أمان، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.. له من النفوذ في القارة والشراكات ما يمكنه من التأثير على المصالح السعودية داخل القارة.. ولن ينسى الخيانة المريرة...!
بعد التقارب المغربي الخليجي الذي استطاع تشكيل قطب سياسي، تمكن من فرض إرادته ومشاريعه، وتصدى للأجندات التي تعادي وحداته.. حالت قلة نضج صانع القرار السعودي والمتحكم بزمام الأمور، دون الحفاظ على هذا التقاطب، وهو ما بدا جليا عندما غاب المغرب عن اجتماع وزراء الإعلام للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كما سيهدد بانسحاب دول من خوض حرب لا مصلحة لها فيها، إنما تحارب لأجل مصلحة من خانه.
إن تنظيم كأس العالم لكرة القدم، ليس احتضان منافسات رياضية كروية فحسب، بل أصبحت وسيلة للسير نحو تحقيق تنمية اقتصادية، تحسن البنية التحتية وتنشط الحركية السياحية، وتوفر مناصب شغل إضافية، وتحرك عجلة الاقتصاد.. وهو ما يحتاجه المغرب لإتمام ورش الإصلاح والتنمية الذي يعرفه، لينتقل إلى مصاف الدول المتقدمة.. إلا أن الخيانة السعودية أوقفت المشروع.. خيانة سيكون لها.