تحولت النزاعات العربية إلى منجم ذهب لتجار السلاح في العالم فلقد جنت سوق السلاح الملاين من دماء الأبرياء التي تتدفق بغزارة في بعض الدول العربية التي غرقت في الفتن فلقد تحول الدم العربي إلى مؤشر ربح في بورصة الصلاح العالمية !
عززت الولايات المتحدة موقعها كأكبر بائع للأسلحة في العالم على مدى السنوات الخمس الماضية حيث باعت نحو ثلث الأسلحة العالمية وفقا لما ذكره معهد أبحاث مقره السويد.
وقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) في أحدث دراسة له حول عمليات تصدير الأسلحة العالمية أن الحجم العالمي لعمليات تصدير الأسلحة ازداد بنسبة 10 في المئة في الفترة 2013 إلى 2017 مقارنة بالفترة من 2008 إلى 2012.
وقال المعهد إن الولايات المتحدة باعت 34 في المئة من مبيعات الأسلحة العالمية خلال تلك الفترة وباعت أسلحة إلى ما لا يقل عن 98 بلدا. وشكلت طائرات القتال والنقل جزءا كبير من صادرات السلاح الأمريكية.
وبلغت نسبة صادرات السلاح الأمريكية في الفترة من 2008 إلى 2012 حوالي 30 في المئة من الإجمالي العالمي.
وذهب أقل من نصف المبيعات الأمريكية بقليل إلى الشرق الأوسط في حين شكلت آسيا ثلث المبيعات.
وكانت المملكة العربية السعودية السوق الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة حيث استحوذت على 18 في المئة من المبيعات الأمريكية.
ومثل باقي المصدرين الرئيسيين فإن الولايات المتحدة تستخدم صفقات الأسلحة كأداة للسياسة الخارجية وفقا لـسيبري. وتم توقيع بعض الصفقات التي ساهمت في زيادة مبيعات الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
* الرابحون الكبار
وقال أود فلورانت رئيس برنامج الأسلحة ونفقات الجيش في سيبري في بيان إن _هذه الصفقات والعقود الرئيسية الموقعة في عام 2017 ستضمن بقاء الولايات المتحدة كأكبر مصدر للأسلحة خلال الاعوام المقبلة.
وقالت مؤسسة الأبحاث إن روسيا كانت ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم حيث باعت خمس الاسلحة العالمية وشحنت أسلحة إلى 47 دولة بالإضافة إلى قوات المتمردين في أوكرانيا. وذهب أكثر من نصف صادرات روسيا إلى الهند والصين وفيتنام.
واحتلت فرنسا المرتبة الثالثة بنسبة 7ر6 في المئة من المبيعات العالمية تلتها ألمانيا ثم الصين.
بينما ذهبت ثلث صادرات العالم من الاسلحة إلى خمس دول هي الهند والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والصين.
وصعدت واردات الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 103 بالمائة خلال العقد الماضي نتيجة للصراعات السياسية التي تشهدها عديد الدول هناك.
الدراسة أوردت أنه خلال الفترة بين 2013 - 2017 استأثرت دول الشرق الأوسط على ما نسبته 32 بالمائة من إجمالي مبيعات السلاح حول العالم.
وعلق بيتر وايزمان الباحث الرئيسي في الأسلحة التابع للمعهد قائلا: أدى الصراع العنيف الواسع الانتشار في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن حقوق الإنسان إلى نقاش سياسي في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية حول تقييد مبيعات الأسلحة .
وأضاف وايزمان بحسب الدراسة أن هذه النقاشات لم تمنع من بقاء الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية كمصدر رئيس للأسلحة في المنطقة .
وتحولت ثورات الربيع العربي في بعض البلدان إلى صراعات عسكرية وحروب كما هو الحال في سوريا بينما رفعت الحرب التي تقودها دول التحالف بقيادة السعودية في اليمن إلى ارتفاع الطلب على السلاح.
وأدت الحرب التي شنتها القوات العراقية منذ 2014 ضد تنظيم داعش إلى زيادة الطلب على السلاح من الجانبين المتصارعين.
* الخنجر سلاح روسي جديد في الميدان
في السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية نجاح تجربة إطلاق صاروخ جديد متطور من طراز الخنجر تعادل سرعته أربعة أضعاف سرعة الصوت وهو أحد الأسلحة التي تحدث عنها الرئيس فلاديمير بوتين مطلع الشهر الجاري.
وقال بيان لوزارة الدفاع الروسية إن طائرة من طراز ميغ 31 نفذت تجربة إطلاق الصاروخ وهو مخصص لإصابة أهداف برية وبحرية.
وفي سياق متصل أعلن مركز اختبارات الطيران الرئيسي بوزارة الدفاع الروسية تنفيذ أكثر من 250 رحلة منذ بداية العام الحالي توزعت بين مهام قتالية وأخرى تدريبية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التجربة التي يصفها البعض بأنها استعراض للقوة تأتي في ظل التصعيد في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ومضي أميركا قدما في تطوير منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية على الحدود مع روسيا.
وأضافت أن التجربة الروسية الأخيرة تحمل دلالات على أنها قادرة على صد أي عدوان محتمل وتؤكد موسكو من خلالها جدية تصريحات بوتين بشأنها لا سيما تنفيذ التجربة بالميدان والإعلان عن تسليح الجيش بهذه المنظومة منذ مطلع العام الجاري.
وكان الرئيس بوتين كشف مطلع الشهر الجاري عن مجموعة من الأسلحة الجديدة في خطاب وُصف بأنه الأكثر استعراضا للقوة منذ سنوات.
وقال حينها إن بلاده تمكنت من تطوير صواريخ لا مثيل لها في العالم مشيرا إلى أن روسيا أصبحت تمتلك أسلحة فائقة السرعة قادرة على الوصول إلى أي بقعة في العالم.
وتوعّد خلال خطابه السنوي للأمة أمام الجمعية الفدرالية (التي تضم غرفتي البرلمان الروسي) بالرد القوي على أي اعتداء نووي على بلاده أو أي من حلفائها مشيرا إلى أنه سيعتبر ذلك عدوانا على روسيا.
وردت واشنطن على تصريحات بوتين بأن الأنظمة التسليحية الجديدة تنتهك اتفاق واشنطن مع موسكو في حين قللت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أهمية هذه التصريحات وقالت إنها غير مفاجئة.