ذكرت مصادر موثوقة أن المحامي محمد زيان أسر لبعض زملائه بمعلومات مفاجئة وصادمة حول حقيقة ملف المعتقل توفيق بوعشرين.
وقد عمل موقع “برلمان كوم” على التحقق من هذه المعطيات والتبين من صحتها، فتبث لديه بالحجة والدليل أن المحامي، المثير للجدل، محمد زيان، قد اعترف فعلا، خلال دردشة مع زملاء له، بكون توفيق بوعشرين قد تورط بدون أدنى شك في هذه الممارسات التي وصفها بالرضائية وبأن حكم المحكمة المرتقب سيكون شديدا.
وجوابا على سؤال طرحه أحد الحاضرين لهذه الدردشة، عن توقعات زيان لمدة الحكم المحتملة على توفيق بوعشرين، قال المحامي محمد زيان بعظمة لسانه: “أنا عارف غادي يحكمو عليه علاش أنا كنحلم. أنا عارفهم غادي يزدحوه بـ5 سنين أو 10 سنين مينيموم (على الأقل) والقضية ما غاديش تسالي من الاستئناف والنقض من هنا عامين على الأقل”.
ولم يخف محمد زيان بأن تصرفاته والتصريحات التي يدلي بها أمام المحكمة أو خارجها، بعيدة عن خدمة ملف بوعشرين، كونها مجرد حرب على عزيز أخنوش واستفزازات للدولة هدفها إثارة الجدل والانتباه خاصة أن الدولة التي خدمها، حسب ادعائه طيلة أربعين سنة، لم تلتفت إليه اليوم.
“احنا كانديرو السياسة وبغينا بهذا القضية نطحنو أخنوش، وهو (بوعشرين) كاع ما فهمها، وهادو كاع ما فهموها”، مضيفا بأن موكله توفيق بوعشرين “غادي يمشي للحبس غادي يمشي للحبس، وخا يدير الي دار”. هو “مايقدرش يعتارف بسبب زوجته وأولادو”، يحسم المحامي زيان.
وقال زيان إن “المخزن ما فيه ثقة. أنا خدمت معهم 40 سنة ومعقلوش علي. ودابا كنقول لهم حتى أنا منعقلش على باباكم”.
وحين نبهه أحد الحاضرين بأن الدولة غضت الطرف عن كل هذه التصريحات، وبالتالي فهي تقدر مكانته الحالية وجهوده السابقة، ضحك محمد زيان، ووافق المتحدث على كلامه، مقرا بأنها لو أرادت محاكمته عن كلامه وتصريحاته لفعلت ذلك فعلا…”راهم كيميكو علي بزاااف ماشي شوي..”.
وإذ ينفرد موقع “برلمان كوم” بهذه المعطيات، فإنه يؤكد لقارئه صحتها، ويتساءل مع كافة المهتمين بهذا الملف: لماذا نسج محمد زيان كل هذه الخيوط الهلامية حول قضية يعلم، هو نفسه، أنها واضحة المعالم، وأنه لا غموض فيها، كما ورد في تصريحاته؟..لماذا حول هذا المحامي، ذو التجربة الطويلة، قضية جنائية إلى مسرحية فكاهية مليئة بالألغاز والإثارة؟ ألم يكن الأجدر، وهو يعلم بكل ما صرح به لزملائه، أن يطلب من توفيق بوعشرين الاعتراف بما اقترفت يداه، صيانة للكرامة، وإقرارا بالذنب، ورحمة بضحاياه، وتوفيرا للزمن، عساه يستفيد من المراحل القضائية المتبقية، أو من تعامله بحسن السلوك بعد سجنه؟ ألا يبدو محمد زيان أنه يسخر من عائلة توفيق بوعشرين، التي وضعت فيه الثقة والأمال حين صدقت أقاويله وادعاءاته ببراءة بوعشرين، فوكلته للدفاع عنه في حين هاهو يصرح لزملائه أن الملف مطوي مسبقا وأنه بذلك يلعب على إطالة الزمن، وإثارة التشويش، عسى الدولة تلفت إليه، أما بوعشرين فيبدو، في هذه الحالة، مجرد مطية؟
أسئلة نطرحها أولا على السيد محمد زيان، وكلنا أمل أن نتلقى الأجوبة الشافية منه، بل وكلنا استعداد أيضا لنشر اعترافاته إذا ما قام بنفيها.
إن عائلة توفيق بوعشرين حين صدقته واستندت عليه وضعت كل أمالها في ما أوهمها به، واليوم ها نحن نثير انتباهها إلى أنها لا تمتطي صهوة حصان بل شبه حصان، لأننا لسنا بنفس قساوة بديع الزمان الهمداني حين يقول:
وسوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك أم حمار