انتهى الكلام بعد عرض الفيديوهات الجنسية الشاذة لتوفيق بوعشرين، البوق الذي كان يوظف يوميته لخدمة أجندة الأصوليين، فيديوهات كانت حاطة لـ"الكرامة" وخادشة لـ"الحياء"، تتضمن أبشع أنواع "التعذيب الجنسي" الذي كان يمارسه بوعشرين بكل "سادية" على ضحاياه. وكي نكون منصفين، لم "يتبرأ" قياديو حزب العدالة والتنمية من "جرائم" توفيق بوعشرين الجنسية، وقدموا كل واجب "التضامن"، بدليل أن عبد الصمد الإدريسي، القيادي بحزب البيجيدي، من الوجوه البارزة ضمن هيأة دفاع بوعشرين، المتهم بجرائم الاتجار بالبشر والاغتصاب والتحرش الجنسي.
لكن ما سيسجله التاريخ هي قصيدة "الغزل" و"المدح" التي كتبها عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، معلنا عن تضامنه "اللامشروط" مع بوعشرين في رسالة مفتوحة لـ"رفع المعنويات" إلى الصحافي توفيق بوعشرين، نشرها يوم 26 فبراير 2018 على صفحته بالفايسبوك، أي بعد ثلاثة أيام من اعتقاله.
وافتتح حامي الدين الرسالة بـ:"صديقي بوعشرين.. أعلم أن معنوياتك مرتفعة، وهذا هو الأهم... الباقي كله تفاصيل صغيرة لا تستحق الاهتمام، وسيظهر للجميع حجم الحسابات الصغيرة في هذا البلد السعيد".
"الباقي كله تفاصيل صغيرة"، على حد قول حامي الدين، الذي تعود على "الدموية".. فكل هذه المشاهد الفظيعة، والمقاطع الجنسية، وصور المص واللعق وانتهاك الأجساد، ولعق المؤخرات، بالنسبة لحامي الدين "تفاصيل صغيرة" ينبغي أن يكرم عنها توفيق بوعشرين"الضحية"، ويؤمر باعتقال المشتكيات "المذنبات" لاغتصابهن "مؤخرة" توفيق بوعشرين. كل تلك "النزوات" و"الإرهاب" النفسي الذي كان يمارسه بوعشرين على ضحاياه، دفع رئيس منتدى الكرامة للتباكي من أجل إطلاق توفيق بوعشرين "المسكين".
"اليوم يَحتجب عمودك الشهير الذي يحرص خصومك على قراءته قبل أصدقائك، اليوم يَحتجب عمودك "الثائر" ليفضح مؤامرة الذين تواطؤوا على إسكات صوتك المزعج للكثيرين.. اليوم سينعمون بليلة هادئة ولن تقض مضجعهم افتتاحيتك “المطروزة"..
بهذا الأسلوب "المخادع" كتب حامي الدين ما يتناقض مع المبادئ التي يدعي بأنه يدافع عنها، وتتعارض مع الشعارات التي يرفعها حزبه. لتسقط كل الأخلاق وتسقط العدالة أمام الاقتراب من "شعرة" من "مؤخرة" توفيق بوعشرين.
"مناقشة افتتاحيات بوعشرين في المقاهي والمقرات -يتابع حامي الدين- سيحل محلها خطاب أخلاقي منافق، يحاول أن يخدعنا بأن عيون السلطوية حريصة على حماية أخلاقنا من الضياع، وسيتطوع البعض ليشرح لنا بأن قضية بوعشرين لا علاقة لها بكتاباته ومواقفه، ولكنها معركة للدفاع عن القيم"!!!
يا عيني على "القيم"! ويا ليلي على "الأخلاق" والمواقف النبيلة لبوعشرين!! ربما ما أخطأت فيه هيأة المحكمة الموقرة هو أنها لم تستدع عبد العالي حامي الدين للجلوس في الصفوف الأمامية لمشاهدة "فيلم بورنو" على شاشة كبرى عنوانه "طنّ ونصّ"... واسألوا "الخبير" محمد زيان الذي يعرف كم تزن "تر..." بوعشرين من رطل بعد أن تشابهت عليه "التـّ......"!!!
بعد أن يشاهد عبد العالي حامي الدين عروض "السيرك" التي كان يقوم بها بوعشرين، والوضعيات "الصعبة" التي لا يمارسها إلا "فنان" مقتدر وصاحب رسالة سامية ومواقف نبيلة في الدفاع عن القيم، هل كان سيختم رسالته "المدوية" بهذه الفقرة البليغة في النّفاق "سنستمع إليهم، وسنمعن في الإنصات إليهم، لكن سرعان ما سنكتشف تهافت خطاباتهم وتناقضاتها.. ولهذا لن نصدقهم.. لن نصدقهم.. لن نصدقهم.. الصحافة ليست جريمة"!!
حتى "القتل" وإزهاق الأرواح ليست "جريمة"... واسألوا جثة محمد بنعيسى أيت الجيد لعلكم تعقلون!!