استقبلت قيادة جماعة العدل والإحسان، أمس الثلاثاء، وفدا من قياديي حركة التوحيد والإصلاح، في لقاء تواصلي على مائدة الإفطار، وحسب موقع الإصلاح فقد "كان هذا الإفطار فرصة للتواصل، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الجماعة والحركة".
يبقى الهدف من هذا اللقاء غير مفهوم، حتى لو كان تقليدا سنويا، ومما زاد في الغموض الذي يكتنفه هو الحديث عن الاهتمام المشترك بين الجماعتين. ما هي هذه الاهتمامات المشتركة؟ ما الذي يجمع بين الطرفين؟
هذا الإفطار يفضح المستور، ويكشف مدى نفاق الإسلاميين في المغرب، فعلى مائدة واحدة يجتمع من يرأس الحكومة مع من لا يعترف بالنظام السياسي ويسعى لتأسيس نظام شبيه بخلافة داعش. فحركة التوحيد والإصلاح هي الأم الرؤوم لحزب العدالة والتنمية وهي التي ولدته وأوصلته بخطابها الديني إلى رئاسة الحكومة، والعدل والإحسان هي الجماعة التي تحلم بالقومة الإسلامية أي الثورة على النمط الياسيني.
إذن الأمر مثير للغاية خصوصا وأن الحركة تعترف بوجود اهتمامات مشتركة بين الطرفين. فهل تتمثل هذه الأهداف المشتركة في إستراتيجية الخلافة، التي تؤمن بها جميع الحركات الإسلامية، وأن الاختلاف بينهم يتمثل فقط في طرق الوصول، بينما تختار الأولى المشاركة في العملية السياسية تعمد الثانية إلى الفوضى وركوب الموجات.
اللقاء بين الجماعتين يسائل المغاربة عن مدى صدق إيمان التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية بالديمقراطية وهل هو قناعة حقيقية أم مجرد تكتيك مرحلي إلى حين تتح الفرصة المواتية للانقضاض على المؤسسات؟