"الصديق توفيق بوعشرين، فك الله أسره"، هكذا تحدث إدريس بوانو، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، وعضو لجنة العلاقات الخارجية لحزب "المصباح"، عن مدير نشر "أخبار اليوم"، المتابع في حالة اعتقال بجنايات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.. ويا ليته وقف عند هذا الدعاء، وكأن صديقه أسير إسرائيل، بل هو ضمن رسالة توصلت بها نعيمة لحروري، إحدى ضحايا صديق العدالة والتنمية.. ورغم أن بوانو يحاول في الرسالة التي حصلت "انفاس بريس"، على نسخة منها، استعطاف الضحية لسحب شكايتها ضد بوعشرين، فإنها تحتوي على تهديد مبطن، يتوخى الضغط عليها، كما حصل مع باقي الضحايا للتراجع عن تصريحاتهن.
"بعد متابعتي لأطوار المحاكمة قررت أن أهمس في اذنك، وأقول لك: حاولي أن تخرجي من المسرحية التي أريد لك أن تلعبي فيها دورا معينا. راجعي موقفك من هذه المسرحية المكشوفة.. لأن هذا لا يستقيم والدور الذي أنيط بك.. رجاء راجعي موقفك فإن في ذلك خير كثير لك.."
من خلال هذه الرسالة القصيرة، يتبين بالدليل الملموس كيف أن بوعشرين كان يمثل لحزب العدالة والتنمية، ناطقا باسمه، ومدافعا عن طروحاتهم.. بالمقابل يتبين مع هذا الانخراط الكبير لحزب "المصباح"، كيف ينظر للضحايا على أنهم مجرمات ومشاركات في ما يعتبرونه "تعرضه لمؤامرة من قبل جهات سياسية". والحال أنه ضحية ميولاته الجنسية الشاذة التي بدأت تتضح معالمها مع تصريحات الضحايا في الجلسات السرية امام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وبهذا فإن حزب العدالة والتنمية مستعد للدوس على كرامة الضحايا، وإيلامهن أكثر فأكثر، فقط لأن "بوعشرين منا ونحن منه".. وما رسالة بوانو إلا تتمة لما سبق أن صرح به فقيههم الريسوني، عندما اعتبر أن "النسوة اللاتي يتم إخفاؤهن في القاعة المغلقة، فمن المؤكد الآن أنهن قد ساهمن أو استعملن في اغتصاب رجل: في أمنه وعِرضه وحريته وكرامته ومهنته"!
وسبق للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء نجيم بنسامي، أن أكد في تصريح إعلامي سابق، أن نساء يشتبه بأنهن "ضحايا" في قضية اعتداءات جنسية يتابع فيها مدير صحيفة "أخبار اليوم" توفيق بوعشرين، يتعرضن لضغوط وتهديدات لحملهن على التراجع عن إفاداتهن. وأضاف "لدينا معلومات تؤكد أن محيط المتهم مارس ضغوطا بعرض إغراءات مالية أو تهديدات بالطرد من العمل بالنسبة لمن يشتغلن لديه"، موضحا أن النساء "صرن خائفات، ومن واجبنا حمايتهن جميعا".
وتستأنف مساء اليوم الاثنين 21 ماي 2018، جلسات بوعشرين السرية، حيث من المقرر أن تنتقل المحكمة إلى عرض الفيديوهات بعد إتمام الاستماع لبعض الضحايا، واللواتي أجمعن تعرضهن لممارسات جنسية باستعمال الابتزاز والضغط، وهو ما تنص عليه الفصول المتابعة المتعلقة بالاتجار بالبشر.