يا عباد الله ، الكل يعرف أن حكام الجزائر كانوا ولا يزالون يفتخرون بكونهم لم يعترفوا بأن " حزب الله " منظمة إرهابية !!! فلماذا أصيبوا اليوم بالسُّعار والهيستيريا الإعلامية لأن العالم اكتشف علاقتهم بهذا الحزب المنبوذ عاليما ؟
ففي اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي عقدوه بتونس في 2 مارس 2016 والذي خرجوا منه بقرار تصنيف " حزب الله " منظمة إرهابية ، و كذلك في 11 مارس من نفس السنة خرجت الجامعة العربية بقرار يقول بصريح العبارة " أن منظمة حزب الله منظمة إرهابية " وكان مجلس التعاون الخليجي دائما يصنف هذا الحزب بكونه حزبا إرهايبا ، والعالم كله يعلم علم اليقين أن كلا من لبنان والعراق رفضت التصديق على هذا التصنيف ، أما الجزائر فمعلوم لدى الجميع أنها تحفظت على هذا التصنيف سواءا في اجتماع وزراء الداخلية العرب أو في اجتماع الجامعة العربية ، بل دافعت الجزائر عن هذه المنظمة الإرهابية وكأنها تدافع عن جبهة البوليساريو ...
وللأمانة العلمية لابد من التذكير بالبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية لتوضيح ( تَحَفُّظِهَا ) وتدقيق موقف الجزائر من الرفض التام لاعتبار " حزب الله " منظمة إرهابية ، والذي قدم هذا البيان هو عبد القادر مساهل الذي كان يوم ذاك وزيرا للشؤون المغاربية والإتحاد الافريقي والجامعة العربية . يقول البيان : " نشرت وزارة الخارجية الجزائرية، توضيحات حول موقفها الرافض لقرار وزراء الداخلية العرب الأخير، القاضي بتصنيف “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية".....، ثم دعا أيضا ( أي عبد القادر مساهل ) دعا الدول العربية إلى “الالتزام بقواعد الشرعية الدولية، لاسيما التقيد بلوائح وقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيا ودوليا والتي تساهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني”. .... وأضاف البيان قائلا : " وقد كانت الجزائر رفضت الموافقة على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، مشيرة إلى أنها ترفض الحديث باسم اللبنانيين وفي مكانهم، وأنها تعتبر حزب الله “حركة سياسية عسكرية لها أهمية في التوازنات داخل لبنان”.ورأى الوزير الجزائري أنه “على الجميع الالتزام سواء كانت حكومات أو أحزاباً، بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول طبقا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية”، في الوقت الذي دعا فيه إلى “ضرورة تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ضمن إستراتيجية الأمم المتحدة والالتزام بقواعد الشرعية الدولية”.... انتهى بيان عبد القادرمساهل.
كم هو رائع وجميل ومضحك هذا البيان وخاصة أنه صدر من شخص الكل يعرف أنه شخص غير متزن وفاقد للعقل والصواب ، إنه الظاهرة السياسوية المسمى عبد القاهر مساهل ، فتعالوا معي ندقق ما جاء في هذا البيان الأعجوبة ، يقول البيان :
1) بيان مساهل يعترف صراحة أن الجزائر " تعتبر حزب الله “حركة سياسية عسكرية لها أهمية في التوازنات داخل لبنان”.( هنا يجب أن نصرخ الله أكبر الله أكبر ، كم هو رائع هذا الاعتراف وكأن مساهل يقول : إن الجزائر تعتبر البوليساريو حركة سياسية عسكرية لها أهمية في التوازنات داخل الجزائر ) الله أكبر، ظهر الحق وزهق الباطل ... أولا من يستطيع اليوم إنكار أن الجزائر هي البوليساريو ، وأن البوليساريو هي الجزائر ، ثانيا : ألا يعتبر حكام الجزائر البوليساريو قد أصبح جزءا من بنية النظام الجزائري مثلما هو حزب الله جزء من بنية الدولة اللبنانية ؟ ولن يستطيع حكام الجزائر التخلص من هذا الكيان السرطاني أبدا .. ثالثا : بعدما أدرك النظام الجزائري حجم الورطة التي غرق فيها أصبح يفكر عن منفذ ولو كان خرم إبرة للخروج من ورطته المفضوحة وانعزاليته المميتة واقتصاده المنهار بما في ذلك البحث عن مخرج ولو كان تحت شعار ( عَلَيَّ وعلى أعدائي ) أي تخريب وتدمير المنطقة المغاربية جميعها ، وها هم وجدوا ضالتهم في الحل الذي يخلصهم من سلاسل الفشل الذريع والخروج من ورطة الصحراء الغربية المغربية ، هذا الحل وجدوه في تسريب أعضاء من " المنظمة الإرهابية حزب الله " إلى الجزائر ومنها إلى العدو المغربي خاصة بعد التقارب الفكري والسياسي والاستراتيجي بل والانصهار المرتقب بين حزب الله والبوليساريو لتحقيق نفس الهدف الذي حققه حزب الله في سوريا والعراق واليمن والمتمثل في تدمير منطقة الشرق الأوسط ولماذا لا يستعين بهم حكام الجزائر لتدمير المنطقة المغاربية وتخريبها ؟
2) ورأى الوزير الجزائري أنه “على الجميع الالتزام سواء كانت حكومات أو أحزاباً، بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول طبقا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية” ( والله هذا الرجل من أكبر الحَمْقَى في التاريخ ) .... نقول لعبد القادر مساهل : طالما لم تخجل حينما قلتَ بعظمة لسانك أن الجزائر أفضل من سويسرا فَقُلْ ما تشاء ، لأنك قد خرجت من طائفة ذوي العقول ودخلت منطقة الشواذ عن عموم البشر ، المهم أن العالم كله أصبح يعرف أن الجزائر ضالعة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية – بلا حياء ولا خجل - وخاصة في قضية الصحراء المغربية ، فدولة الجزائر ليست ضالعة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية لضرب المغرب وشعب المغرب ووحدته الوطنية والترابية ، بل هي ضالعة في شؤون المغرب لتطحن الشعب الجزائري طحناً على حساب إقبار مئات الآلاف من المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الجزائري – والعيش طيلة 56 سنة في الفقر والحرمان وحتى يفلت النظام وشياتيه من المحاسبة - الشعب الجزائري الذي يعيش الفقر المزمن وهو يعيش في بلد محسوب على الدول الغنية بالنفط والغاز ... أصبح ظاهرا للعيان أن العدو الأول للنظام الجزائري هو الشعب الجزائري ، أما الشعب المغربي فهو يعاني من الطشاش الذي يصله من تعميق التخلف في الجزائر بالإضافة إلى أنه لن تفلت أية دولة في المنطقة المغاربية من شر وباء فيروس " حزب اللات " المجوسي الإيراني .
3) يقول بيان وزارة الخارجية الجزائرية :" التقيد بلوائح وقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيا ودوليا والتي تساهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني" انتهى كلام البيان ..... بناءا عليه وكما هي عادة أمخاخ حكام الجزائر المركبة في جماجمها تركيبا أعوج مما جعلهم متخصصون في قلب الحقائق وتزويرها وتفسير القرارات الأممية وغيرها على هواهم وعلى مقاس أمزجتهم المنخورة ، فهم يعتبرون أن البوليساريو مثله مثل حزب الله تماما ، فهو إذن تشكيل سياسي معترف به وطنيا ( والوطن هنا هو الجزائر ) فالبوليساريو - أيها الشعب الجزائري - يساهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني الجزائري ، وسيبقى كذلك على ظهر الشعب الجزائري خاصة وأن النظام الجزائري يرفض رفضا باتا أي حل لقضية الصحراء المغربية لأن هذا النظام قد تجاوز مرحلة تصديق هذه الأكذوبة وأصبح مندمجا فيها ومنصهرا في تلابيبها حتى أصبح يعتبرها قضيته الوطنية الأولى ، والدليل أن أي حل مقترح عليه لا يكون على أساس ضم كل الصحراء المغربية إلى الأراضي الجزائرية والخروج بخارطة الجزائر إلى المحيط الأطلسي فهو حل غير مقبول بتاتا ، وإلا فكم من الحلول السياسية قد تم اقتراحها على النظام الجزائري على أساس الواقعية و التوافق والتراضي بين الجزائر والمغرب ، أما البوليساريو فليست مجرد عصا يضعها النظام الجزائري في دواليب الحركة العامة التي تبحث عن الحل السياسي الواقعي التوافقي ليس غير . وها هو النظام الجزائري زاد من تعقيد المشكلة حينما حشر حزب الله في القضية الصحراوية ، وأعطى للعصا المذكورة سابقا ( البوليساريو ) فرصة مؤكدة لتزيد من عمر القضية نصف قرن آخر ليكتمل عمر القضية قرنه الأول . لأنه ما دخل " حزب الله " أرضا إلا خربها ودمرها واستعمرها ولن يقضى عليه لأن وراءه أموال إيران وإيديولوجية مجوس إيران المدمرة ، خاصة إذا وجد أرضا جديدة ولا يؤمن أهلها بعقيدة الشيعية الإيرانية المجوسية ... أرجوكم لا تستغربوا فالجزائر لا مرجعية دينية لها كما قلنا سابقا (تغييب حماية المرجعية الدينية في الجزائر أو على الأصح تحديد المرجعية الدينية بحجة كثرة المذاهب المنتشرة في الجزائر) ، فهي منخورة بالراوفض والروابض والإباضية والإلحاد والمسيحية وغيرها ..ألا يزال في الجزائر مذهب سني مالكي على استعداد للموت من أجل هذا المذهب ؟ أنا أشك في ذلك ...
بعد هذا الطرح الذي يؤكد تقارب البوليساريو مع حزب الله في انتظار الانصهار التام فيما بينهما لأن ما يجمعهما هو فلسفة التخريب والتدمير للبلاد والعباد ،يمكن طرح السؤال التالي : لماذا أُصِيبَ حكامُ الجزائر بالسعار والهستيريا حينما تأكدت علاقتهم بحزب الله ؟
أول جواب يمكن أن يخطر على بال القارئ هو منهجية حكام الجزائر العوجاء في الاختيارات العامة للجزائر شعبا ودولة ، ففي كل مرة يكتشفون أنهم أخطأوا الاختيار ، كان ذلك في الاختيار السياسي ( حكم الحزب الوحيد واكتشفوا متأخرين أنه حتى القطط في الجزائر أدركت أن حكام الجزائر أخطأوا الاختيار السياسي ) ، كما كان ذلك في الاختيار الاقتصادي ذي البعد الواحد وهو اعتماد الريع النفطي ولا شيء غيره ، كما أخطأوا في الاختيار التعليمي ، وكذلك ظهر شذوذهم عن القاعدة في خروجهم الدائم عن الاجماع العربي والإسلامي ( التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب ) الذي لم تنضم إليه الجزائر وإيران والعراق وسوريا ، طبعا إذا أردت أن تجد الجزائر فابحث عن إيران أو حزب الله فستجدها معهما بدون شك ، دولة الجزائر تتهرب من المساهمة في أي اجتماع للتنسيق بين دول المنطقة المغاربية لمواجهة الإرهاب ، لماذا ؟ لأنها دولة ترعى الإرهاب في المنطقة المغاربية وجنوب الساحل والصحراء وسينكشف تورطها مع التجمعات الإرهابية إذا انخرطت مع جيرانها في محاربة الإرهاب ( المختار الأعور مثلا) ...وها هي الجزائر تبني خُمّاً في الجزائر ليفقس فيه حزبالله بيضه (والخُمُّ هو عش كبير للدجاج ) وتسعى لفتح الباب عل مصراعيه لتجد إيران موطئ قدم لتخريب المنطقة المغاربية عقائديا وعسكريا .... لن تجدوا أبدا أن اختيارا اختاره حكام الجزائر كان صائبا أو قريبا من الصواب فكأنهم يمشون عكس اتجاه العالم ، فحينما اختارت الدول العربية تصنيف " حزب الله " منظمة إرهابية خرجت الجزائر عن الاجماع العربي ليس بسبب ما ادعاه بيان وزارة الخارجية الجزائرية أبدا ، بل لأن الجزائر نفسها تضم بين ظهرانيها منظمة أو منظمات إرهابية لها نفس الدور الذي يقوم به حزب الله ولا يمكن أن تنكره أو تتخلص منه ، لكن اليوم عندما افتضح أمر الدور التخريبي التدميري الذي يقوم به حزب الله في منطقة الشرق الأوسط وأصبح مشهورا بمجازره الإرهابية التي يرتكبها بأمر من إيران وملالي إيران ، هنا وجد حكام الجزائر أنفسهم يتحالفون مع أشرس وأبشع منظمة إرهابية في الشرق الأوسط وأكثرها وحشية ودموية وهمجية وهي حزب الله الذي له ظهر مالي قوي يحميه وهي إيران ، بل أصبح العالم ينفر من ذكر اسم هذه المنظمة الإرهابية ثم سرعان ما تجد الجزائر نفسها تضم بين أحضانها هذا الجسم الكريه دوليا ...والسؤال : لماذا ؟ لأن سلاسل الفشل التي يحصدها حكام الجزائر دبلوماسيا واقتصاديا دفعتهم للتفكير في نقل فيروس حزب الله إلى المنطقة المغاربية لعله يعمل على تسريع وتيرة التدمير والتخريب في المنطقة ، وهم على خطإ في اعتقادهم أن حزب الله سوف يغض الطرف عن النظام الجزائري الأعوج والأعرج والكسيح والفاسد ، وهذا وَهْمٌ فإذا غرز حزب الله مخالبه في المنطقة المغاربية فقد تكون الجزائر أولى فرائسه ، خاصة أن الذي فضح تحالف حكام الجزائر مع حزب الله هو المغرب بالدلائل والحجج ، هنا ثارت ثائرة حكام الجزائر وأصبحوا يدفعون عن أنفسهم هذا الجذام الذي لبسوه عن طواعية واليوم يفكرون في خلعه لكن سبق السيف العذل وليس في استطاعتهم التملص من جريمتهم التي بها سيحشرون المنطقة المغاربية في سعير جهنم التي سوف تلتهمهم قبل غيرهم ....
لكن لماذا نجد مجاري الصرف الصحي الإعلامية الجزائرية تنكر ذلك بلا حياء ...بل وتحاول دفع التهمة عنها وهي متورطة حتى النخاع في التحالف مع حزب منبوذ دوليا ...والأغرب من ذلك هو لماذا أُصِيبَ حكامُ الجزائر بالسُّعَـار والهستيريا حينما تأكدت علاقتهم بحزب الله ؟
لقد خطط النظام الجزائري بنفسه لإدخال " حزب الله " للمنطقة المغاربية لأن الجزائر لم تعد دولة أو هي في طريق الانهيار وكذلك لبنان لم تعد دولة بل أصبحت طوائف كل واحدة منها لها مليشيات تحمي نفسها ، وقد أراد عسكر الجزائر نقل فيروس حزب الله ليس إلى الجزائر وحدها بل إلى المنطقة المغاربية خاصة وأن بها فيروس البوليساريو الذي يحمل نفس خصائص حزب الله وهي البحث عن التدمير بدعم من النظام الجزائري كما يبحث حزب الله عن التدمير بدعم من مجوس إيران ...
وإذا ظهر السبب بطل العجب ....
سمير كرم