أصدرت الكاتبة المغربية أسماء المرابط حديثا بالولايات المتحدة، مؤلفها "النساء والرجال في القرآن"، الذي يقوض الأحكام المسبقة حول وضعية النساء المسلمات ومعها الإسلاموفوبيا، ويبرز في المقابل القيم الروحية للإسلام، دين العدل والمساواة.
ويسلط الكتاب الصادر عن دار النشر "بالغريف ماكميلان"، وهو ترجمة للنسخة الاصلية للمؤلف الصادرة باللغة الفرنسية،أنجزتها المديرة المقيمة السابقة لمؤسسة حساب تحدي الألفية بالمغرب السيدة منيرة سالم مردوخ، الضوء على الإسلام كرسالة روحية في السياق الاجتماعي والسياسي الذي جاء فيه، ويكشف عن تمكين واضح للنساء يستحق أن يتم إبرازه أكثر في تفسير وتأويل النص الديني.
وفي تقديمها للمؤلف الذي يقع في 195 صفحة، سجلت الكاتبة أن "غالبية النساء المسلمات اللائي بقين سجينات خطاب غربي يصمهن بالخضوع والبحث عن الخلاص من جهة، وقراءات جامدة تعود لآلاف السنين من جهة أخرى، يجدن انفسهن رهينة لهذه الثنائية الأبدية".
وأعربت السيدة المرابط عن الأسف حيال هذا الوضع المتفاقم بسبب نزوع المسلمين وغير المسلمين "إلى المسارعة إلى تبني، دون ترجيح أو تمحيص ، تفسيرات بشرية مغلوطة تبخس قيمة النساء المسلمات ومساهماتهن، بدلا من أن يكونوا أوفياء لمعاني وغايات النص القرآني".
وقالت السيدة المرابط إن "الحل الأناجع يمر عبر إصلاح عميق لتلقين الدراسات الإسلامية، المرتكزة حاليا، في المقام الأول، على نقل المصنفات التاريخية، وذلك بالعودة إلى الاجتهاد والقيام بقراءة نقدية وسياقية للنص المقدس".
وللقيام بذلك، يسعى الكتاب فعلا لكسر الصورة النمطية الرائجة عادة عن الاسلام في الغرب "باعتباره ديانة تضطهد النساء وتحول دون تحقيق طموحاتهن في الحصول على التمكين الكامل " مستدلا بآيات قرآنية، تؤكد أن "الإسلام كرسالة روحية لايضطهد المرأة، ولكن بعض التفسيرات المتداولة منذ زمن بعيد، والتي هي بحاجة الى تصويب، حلت تقريبا محل النص المقدس وأصبحت بمثابة نصوص دينية لا تقبل الجدل".
MAP