المتتبع للشأن الخاص بجماعة الخرافة لا يمكنه أن يستنتج سوى تخبط في المواقف وهذا ليس وليد الصدفة بل هو ناتج عن محاولة صقورهاته الجماعة إظهارها بمظهر الإطار الساهر على مصلحة البلاد والعباد من هول الظلم والإستبداد، لكن المثل الشعبي المغربي يقول : ” السفيه لا ينطق إلا بما فيه ” فرغم جميع المحاولات للتنكر بوضع مساحيق قصد تجميل الخطاب شكلا ومضمونا، إلا أن التساقط المتتالي لهؤلاء الصقور ( الساهرين على مصلحة العباد والبلاد ) يبرز بجلاء أن تسويق الوهم هو تجارة كسدت قبل عرضها في الأسواق. فمنهم من زعم العفة وقدسية مؤسسة الزوجية والميثاق الغليظ الذي تروجه في المجالس العجمية قبل الإسلامية إلا أنها لم تستطع تطويع شيطان نفسها عن الإرتماء في براثن الخيانة ببلاد هوميروس، ومع ذلك تكابد وتدعي بأن الأمر مجرد هجمة من الهجمات اتجاه المظلومية المزعومة. ومنهم من يزعم ولائه للوطن والذوذ على مصلحة المواطن إلا أن عمالته للمتربصين بالوحدة الترابية للوطن أضحت تزكم الأنوف أكثر من عمالته لأسياده في بلاد العم سام . ومنهم من يدعي الفصاحة والبداهة القانونية، وتخاله وأنت تستمع إلى مرافعاته المنسوخة من أحد كتب جهابدة القانون المصريين، أنه الفتى المثابر من أجل الرقي بالسلطة القضائية إلى أعلى مستوى، إلا أنه في نفس الوقت لم يستطع أن ينفي عن نفسه الغسيل المنشور الذي يخصه وهو يغرر بغلمانه القاصرين ويمارس عليهم أبشع صور الإغتصاب بمكتبه. إلا أن أهم أمر أود الوقوف عنده بقليل من الإطناب هو التهكم على المصطلحات والمواقف فبالله عليكم ما هو رأيكم عند تصريح أحدهم في إطار مرافعة أمام المحكمة الإستئنافية بفاس عن ملف محكوم بالبراءة ابتدائيا بقوله أنهم في جماعة الخرافة لا يقبلون بحكم البراءة بناء على تعليمات صادرة عن أجهزة معينة. وفي تصريح لأحد أبواقهم عقب تعديل هذا الحكم أثناء المرحلة الإستئنافية من البراءة إلى الإدانة من أجل تهم لا يتابع بها إلا أفراد عصابات المافيا نجده يقول أن الظلم والإستبداد لا يزال موجودا، وأن منطق التعليمات هو السائد في المحاكمات التي تخص عسكر خرافتهم. فالمتأمل لهاذين التصريحين سيلاحظ أنه لا حكم البراءة أثلج صدورهم ولا حكم الإدانة جال في خاطرهم، فماذا يريدون؟… إنه منطق المهزوزين المزهوين بانتصارات زائفة لا توجد إلا في مجالس أحلامهم التي يخيم عليها خيال شيطانهم الأكبر وهو يبشرهم بحلول فنائهم في القريب العاجل إن شاء اللـه. نعم في خريف عربي محرق تتساقط أوراق جماعة الخرافة الواحدة تلو الأخرى وآخرها كان يوم : 8 – 12 – 2011 مع بزوغ الساعات الأولى للصباح، حينما قال زمرة من القضاة الشرفاء الذين ما زالت تعج بهم ردهات محاكم المملكة والذين لا يهابون قوة الوهم ويصدحون بالحق في وجه أي كان ويعرضون عن الجاهلين، قالوا بصوت واحد بأن شعار لا للعنف ولا للسرية الذين تتغنى بهما جماعة الخرافة هي مجردشعارات للإستهلاك الإعلامي فقط وأنه لا وجود لإطار قانوني يمكنه أن يضم أقواما يقطر الدم والعنف من أهم مبادئهم. تلكم نبذة عن إحدى الأوراق المهترئة التي سقطت نهاية هذا الأسبوع ولنا عودة مع ورقة أخرى صدأت منذ زمان إلا أن مآلها الإندحار يوم 19-12-2011 إن شاء اللـه.