قل لي من يدافع عنك، أقل لك من أنت. في نهاية المطاف من يحمل اليوم قضية المدير المتابع بتهم التحرش والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي؟
يحملها أولا محامي فاشل من زمن ادريس البصري السحيق، لم يسبق له أن ربح قضية واحدة ترافع فيها، ولم يعد له من شيء يقوم به في أوقات فراغه التي هي أوقات عمله أيضا، سوى الانتقام من ولمسار شخصي وسياسي اعتبر أنه تم حرمانه منه يوم تم طرده من الحكومة شر طردة، فروج للطرد باعتباره استقالة يعرف الصغير قبل الكبير أنه أعجز من أن يتقدم بها في تلك السنوات الصعبة.
يحملها ثانيا مستشار برلماني يذهب باستمرار إلى العاصمة العلمية فاس، وبالتحديد إلى محكمتها، لكي يرد على اتهام ولا أبشع، يتعلق باتهام موجه له بقتل زميل له أيام الدراسة نهاية تسعينيات القرن الماضي .
يحملها أيضا صحافيون يخلطون بين كتابة مقالات الرأي وكتابة خطب التجمعات الجماهيرية التي لايحضرها أحد، ويحملها ساسة ومناضلون سابقون طردوا من هيآتهم أو غضبوا منها بعد أن لم يجدوا من وسيلة لتحقيق أحلام مراهقتهم السياسية سوى أن يتعلقوا بأي قشة تبن عابرة لكي يكيلوا من خلالها السباب، لدولة يعتبرون أنها لم تعينهم في مناصب تليق بعبقرية فخامتهم، ويحملها بعض التائهين الذين لا يعرفون إن كان عليهم أن يدينوا ماقام به طارق رمضان في فرنسا، وماقام به هارفي وينشتاين في أمريكا، أم عليهم أن يتسلحوا بعقلية المؤامرة الغبية لكي يقولوا إن مايجري لموكلهم في المغرب مجرد مسرحية مخدومة لاتشبه مايجري في الغرب نهائيا.
قل لي من يدافع عنك أقل لك من أنت فعلا، ويكفي التأمل في السحنات، في طريقة الكتابة والحديث، في ألفاظ السباب المتناثرة مع اللعاب من كل مكان سواء في أركان الجريدة إياها التي أصبحت مشاعا وملكا لكل عابري السبيل، أو في قاعات المحكمة وفي ردهاتها للتأكد من أن الطيور فعلا على أشكالها تقع، ولسنا نحن من يقولها، بل قالها المأثور قبلنا بوقت طويل. وفي الغالب لا يكذب هذا المأثور أبدا، فهو عصارة السنين وخلاصة كل التجارب الماضية