يرى الدكتور رشيد لزرق، الخبير في الشؤون الدستورية والبرلمانية، في قراءة له لحملة المقاطعة خص بها جريدة "أنفاس "، بأنه بعد فشل حزب العدالة و التنمية في الهيمنة من خلال تشكيل الحكومة، و محاولة تصفية حلفائه الحكوميين من خلال عدة تصريحات تمت مواجهتها والتصدي لها، يتجه اليوم إلى محاولة التصفية الإقتصادية، والتي تأتي في سياق ترشح مزوار لرئاسة البارطرونا خلفا لمريم بنصالح.
لهذا يوضح لزرق فإن حملة المقاطعة مدروسة، عبر استخدام شبيبة العدالة والتنمية ضد المقاولات المقربة من شريكه الحكومي التجمع الوطني للأحرار من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة الفيسبوك كمقدمة للخروج بنفس التوجه يوم الأحد في ملتقى للشبيبة المزمع تنظيمه في مدينة آسفي.
ويضيف لزرق من جهة أخرى بأنه لا يمكن تصديق القول بأن العدالة و التنمية لها موقف من الشركات الكبرى على اعتبار أن سياسة العدالة و التنمية تسير في اتجاه تكريس الليبرالية المتوحشة. و تستند في مقولاتها ومفاهيمها وأساليبها التحليلية، على مفاهيم واستعراضات مخادعة.
ويتابع لزرق تحليله مرجعا هذه المناورة الجديدة للبيجيديين إلى سعيهم من أجل توفير غطاء أو سياق لبنكيران للخروج و التصريح عبر تبني مفاهيم معاكسة لسياستهم الحكومية الفعلية و التي لم تكن سوى ترجمة لتطبيق توصيات المؤسسات المالية الدولية الكبرى بمنطق "الإتباع و ليس الإبداع" وهو الأمر الذي نتج عنه ما نعيشه اليوم من ارتفاع فاحش لأسعار المواد الإستهلاكية و اندحار الطبقة الوسطى. وفي المقابل تم فسح المجال لمزيد من الأرباح وإعطاء غنائم ضريبية كبرى لرجال المال و الأعمال.