كتب خالد صلاح، الصحافي المصري، رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" مقالا، على هامش قطع المغرب لعلاقاته مع إيران، هذا نصه:
تنفق إيران أموالًا طائلة نحو مشروع هيمنة مزيف على الشرق الأوسط، ونحو حلم مذهبى جامح لا ينتفع منه المواطنون فى إيران، بل يزيد الإيرانيين فقرًا، بينما لا يزيد السلطة الإيرانية نفوذًا أو مكانًا فى الإقليم.
فقد كان مدهشًا حقًا المعلومات التى أعلنتها المملكة المغربية عن الدور المشبوه الذى يلعبه الإيرانيون فى دعم جبهة البوليساريو فى المغرب، وتعزيز عمليات التفكيك المريضة للعالم العربى، وكان مدهشًا حقًا أن يمتد هذا الطمع المذهبى والتوسعى الإيرانى إلى بلدان أبعد من جوارها الجغرافى المباشر، فتذهب عناصر التآمر بعيدًا إلى أقصى الغرب العربى فى المملكة المغربية، أما المؤسف بالفعل هو الدور الذى لعبه حزب الله فى هذه المؤامرة، حسب المعلومات، التى أعلنها وزير الخارجية المغربى ناصر بوريطة.
العروبة لا تساوى شيئًا فى نظر حزب الله، وحدة هذه الأمة بلا قيمة وفق استراتيجيات الحزب، المهم دائمًا وأبدًا أن تبقى إيران هى الأقوى، وأن يكون المرشد الإيرانى هو سلطان هذا الإقليم الأوحد فوق جثة الدين والعروبة معًا، تصريحات وزير الخارجية المغربى كاشفة للموقف، الذى يلعبه الحزب فى خدمة المصالح الإيرانية، فالوزير بوريطة قدم معلومات واضحة عن قيام عناصر من حزب الله بالسفر لتدريب عناصر من جبهة البوليساريو على استخدام صواريخ أرض - جو «SAM-9»، والصواريخ المضادة للطائرات «STRELLA»، وبدء عمليات لضرب القوات العسكرية المغربية، وتعزيز التوجهات الانفصالية، وتسليح الجبهة لمواجهة الجيش المغربى.
ما الذى تستفيده إيران من عمليات التفكيك الواسعة فى العالم العربى؟
وما الذى يستفيده حزب الله من العمل فى خدمة الاستراتيجيات الإيرانية دائمًا وأبدًا؟
وما الذى يمكن أن يحصده المواطن الإيرانى من ضرب الاستقرار فى المملكة المغربية؟
الأطماع الإيرانية لا تحتاج إلى دليل هنا، فإذا كانت طهران تدعم الحوثيين أو حزب الله لأسباب مذهبية، فما الذى يدفعها إلى دعم عناصر انفصالية لا ترتبط بالمذهب الشيعى، القضية ليست فى المذهب إذن، لكن المذهب نفسه وسيلة لتحقيق استراتيجيات أوسع فى تفكيك القوة العربية، ودخول إيران كلاعب منفرد فى المنطقة، والمهيمن الأوحد على الإقليم، وحزب الله لا يخدم قضية لبنانية أو عربية أو حتى مذهبية هنا، لكنه يخدم طوعًا أطماعًا إقليمية سافرة سترتد وبالًا على الداخل الإيرانى.
كنا نسمع من الإيرانيين ومن قيادات حزب الله من قبل أن الحرب المقدسة هى مع إسرائيل، وفى سبيل القدس، لكن بوصلة الإرهابيين تفضل أن تسقط المملكة المغربية، وتسقط الجزيرة العربية، ويسقط العرب أجمعين، وتبقى إسرائيل آمنة مطمئنة.
الكذب هو دين المتطرفين أينما كانوا.
عن اليوم السابع