ليست أول مرة، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، التي توجه فيها أصابع الاتهام لإيران من طرف المغرب بخصوص تدخل جديد في الشأن الداخلي الوطني.
ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة، لكنها هاته المرة واضحة وضوح شمسنا المغربية المشرقة على كل ربوع الوطن من طنجة إلى الكويرة، تمثلت في تعامل ديبلوماسي رفيع راعى الأعراف رغم ثقل الاتهام، وحرص بكل شجاعة مغربية معهودة في هذا البلد على التحول إلى إيران وإخبار السلطات هناك أن وثائق وأخبارا ومعلومات ثابتة اجتمعت لدى المملكة المغربية تثبت أن ميليشيا حزب الله التابعة لإيران قد ربطت علاقات مع عصابات البوليساريو ودربت عناصر منها ووردت سلاحا إلى هناك
وزير الخارجية المغربية أخبر السلطات الإيرانية بكل هذا واصطحب السفير المغربي إلى الرباط وأمهل السفير الإيراني مايكفيه من الوقت لكي يجمع أمتعته ويمضي لأننا في قضية الصحراء المغربية بالتحديد لانقبل أي نقاش
قلناها ونعيدها ونكررها إلى أن يمل الملل من الملل: هذه ليست قضية حدود، هذه قضية وجود.
والمغرب الذي يعد نموذجا حقيقيا في احترام الشؤون الداخلية لكل الدول، اقتربت منه أم ابتعدت في مواقفها، يصل حتى الشأن المغربي ولا يقبل نصف تدخل بل ربعه من أي أجنبي، ويعتبر التطاول على سيادته خطا أحمرا لا يمكن إطلاقا التسامح معه
لحسن الحظ أن المنتظم العربي بأكمله ساند المملكة في موقفها، ولحسن الحظ أن ماوقع تزامن مع تحذير عالمي كبير بخصوص الأطماع الإيرانية المستندة على مذهب آخر غير مذهب أهل السنة مما سيكون له تداعيات مقبلة كبيرة بلا شك في ذلك.
هذا البلد خط أحمر، بسيادته، بأراضيه، ببحاره وبره وبكل شبر فيه، ولا يمكن إطلاقا أن نناقش هذه السيادة. فيما عدا ذلك نحن أهل النقاش ونحن الأقدر عليه باستمرار.